ﷺ بدليل نزول الوحي بموافقته في بضع عشرة موضعًا، ولقوله ﵇ كما في الصحيح: "إن يكن فيكم محدثون فعمر منهم" ١، والمحدث الملهم الموفق.
وفي الترمذي وحسَّنه مرفوعًا: "إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه" ٢، قال ابن عمر: ما نزل بالناس أمر قط فقالوا فيه، وقال عمر، إلّا نزل فيه القرآن على نحو ما قال عمر٣. وفيه نزل قوله تعالى: ﴿لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ﴾ ٤، قال عمر: فكنت أنا الذي استنبطت ذلك الأمر. رواه مسلم في صحيحه٥، ويليه ابن مسعود، ثم على هذا في الموافقة وبراعة الاستنباط أما ترتيبهم في كثرة الفتوى فيأتي.
توفي عمر ختام سنة "٢٣" ثلاث وعشرين٦.
ترجمة أبو عبد الله سيدنا عثمان بن عفان القرشي الأموي
...
٤- أبو عبد الله سيدنا عثمان بن عفان القرشي الأموي:
الخليفة الثالث: بويع بعد عمر بإجماع بعد الشورى التامة والاختيار الحر، وهو من السابقين للإسلام، هاجر الهجرتين، وصلى للقبلتين، وصهر رسول الله على بنتين كريمتين، الواحدة بعد وفاة الأخرى، وكان محظوظًا في الدنيا؛ فكان من أكبر المساعدين للنبي ﷺ بماله الكثير عند شدة احتياج الإسلام إليه، ومآثره في ذلك مشهورة، في تجهيز الجيوش، والزيادة في المسجد النبوي، ووقف بئر رومة، الذي صيَّره عموميًّا يستسقي منه أهل المدينة، إلى علم غزير، وعقل رصين، وشرف أثيل، وله آراء واجتهاد يأتي لنا بعضها، ولم ينقل الكثير منها لاشتغاله بغير ذلك مما سبق.
قال ابن سيرين١: كانوا يرون أن أعلمهم بالمناسك عثمان بن عفان، ثم ابن