فکر سامي
الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي
خپرندوی
دار الكتب العلمية-بيروت
د ایډیشن شمېره
الأولى-١٤١٦هـ
د چاپ کال
١٩٩٥م
د خپرونکي ځای
لبنان
ژانرونه
تحريم التطفيف في الكيل والوزن:
أخرج الواحدي١ من طريق الحسين بن واقد١، قال: سمعت علي بن الحسين يقول: أول سورة نزلت بالمدينة، ويل للمطففين، ولكن في فتح الباري اتفقوا على أن سورة البقرة أول سورة أنزلت بالمدينة، قال في الإتقان، وفي الإتقان نظر لقول علي بن الحسين المذكور٣. وعن الواقدي٤ أول ما نزل بها سورة القدر.
١ أبو الحسن علي بن أحمد بن علي بن متوية الواحدي النيسابوري ت سنة ٤٦٨هـ "طبقات الشافعية للسبكي" "٥/ ٢٤٠". ٢ الحسين بن واقد مولى عبد الله بن عامر بن كريز أبو عبد الله المروزي، وثَّقَه ابن معين، ت سنة ١٥٩، "خلاصة الخزرجي" ٨٥. ٣ انظر الإتقان "١/ ٩٦، ٩١". ٤ محمد بن عمر بن واقد السهمي الأسلمي مولاهم، أبو عبد الله الواقدي، من أشهر مؤرخي الإسلامي، ت سنة ٢٠٧هـ "تاريخ بغداد" "٣/ ٣"، "تذكرة الحفاظ" "١/ ٣١٧".
الصيام:
في السنة الثانية شرع صوم عاشوراء وجوبًا وصاموه، ثم في السنة التي تليها نسخ بصوم رمضان؛ لأن هذا الشهر كان ﵇ يتحنَّث فيها بغار حراء، وفيه نزلت عليه النبوءة والقرآن، فشرع لنا صيامه تذكارًا لذلك، وشكرًا على أعظم النعم علينا، وهناك أسرار أخرى ليس المحل لها، ففيه نزل قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ، أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ﴾ الآية١، وقال: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ﴾ الآية٢، وكانت العرب تعرف الصيام ويتحنَّث منهم البعض في رمضان، ولعل ذلك من بقايا شريعة إسماعيل وأبيه، فجاء الإسلام بما زاده وبينه من شرائعه، ومذهب الجمهور أن الذي كتب على الأمم قبلنا مطلق الصوم لا رمضان نفسه. قال الضحاك٣: لم يزل الصوم معروفًا من زمن نوح ﵇.
١ البقرة: ١٨٣، ١٨٤. ٢ البقرة: ١٨٥. ٣ لعله الضحاك بن مزاحم البلخي المفسر، ت سنة ١٠٥هـ، انظر "الدر المنثور للسيوطي" "١/ ١٧٧".
1 / 177