عربي فکر حدیث
الفكر العربي الحديث: أثر الثورة الفرنسية في توجيهه السياسي والاجتماعي
ژانرونه
فكتب الأمير حسن إلى الأمير سلمان واستغواه أن يمالئ الجبيليين الثائرين على الأمير بشير، فانقاد لرأيه، وقام الأمير إلى غرفين إحدى قرى جبيل، وكان أهل تلك الجهة مجتمعين بشامات، فبقي الأمير سائرا إلى لحفد.
فاجتمع في حاقل أهل بلاد جبيل والبترون وبعض من كسروان، وأتى رجال جبة بشري إلى إهمج وجمهور المتاولة في رام مشمش، وأرسلوا يقولون للأمير إنهم لا يدفعون إلا مالا واحدا وجزية واحدة. وكان الأميران حسن وسلمان يجسرانهم، فأرسل يقول لهم: أرتضي بمال واحد. وهم يجمعون المال ويوردونه له. وقبل عودة الرسول ظهر نحو ألفي رجل من جهة ميفوق وظهر أمامهم من الجنوب جماعة من المتاولة وأخذوا يطلقون الرصاص، والأمير لا يسمح بالقتال إلى أن أصيب أحد رجاله، فثار بعض العسكر واقتحموا أولئك الرجال وتبعهم الفرسان وأطبقوا عليهم وأعملوا فيهم السلاح وقتلوا منهم نحو ثمانين رجلا فانهزموا ... وألقى بعضهم أنفسهم من شاهق إلى أسفل، وأسر منهم كثيرون، فعفا الأمير عنهم، وقتل من عسكر الأمير تسعة رجال.
وقام هو في اليوم التالي إلى عمشيت فتعرضوا له في غرفين فأرسل إليهم عشرين فارسا يناوشونهم القتال وانكسروا أمامهم ليلحقوهم، فلم يجسروا أن يلحقوهم، فسار الأمير إلى عمشيت ثم جبيل ... (عن كتاب «موجز تاريخ سوريا»، الجزء الثاني)
ولي الدين يكن (1873-1931)
البلبل «بطل الحرية»
وفيما دكران يفكر، إذا صوت تسامى إليه في سكون الليل متنقلا على أثناء الظلم، أحسن إيقاع بأشجى ترجيع، فكان البلبل.
البلبل والربيع كالمغني والمهرجان، وإنما يشتد تلازمهما في مآلف لا يتعديانها إلى غيرها، وأحب تلك المآلف إليهما هي فروق.
إذا تراءت الربى في مجاسد الخصب وبدت أنماطها وحواشيها مطرزة ومعلمة، منمقة بمحاسن الزهر في اختلاف أشكاله وألوانه، وارتفعت التلاع في منخفض الوهاد كالمضارب، وصفت قبالتها طوائف السرح والسرو كالحواشي والجنود أقبلت لتحتشد عند ملك عظيم، وانسلت الأنهار في الأودية كالزئبق، وسرت النسائم بين الصدور والأرجاء بزفير أو أريج، انطلق البلبل من عشه، وملأ الفضاء تطريبا.
بالعشيات أو بالبكور، في الروضة الغناء أو الوادي الممرع، على الأثلاث أو تحت الشبائك، عند اعتلاق الأنداء بالفضاء بين السماء والثرى.
جناحاه في خفوق وسكون، وريشه في تجعد واستواء. يتنقل بين الأوراق الخضر والأغصان الهيف راقصا معربدا. كلما طرب لنغمة جاوبها مجاراة، وكلما استنكر صوتا صمت عنه مداراة. وهو مع كل حالاته شاعر الطبيعة، بديهاته طوعه وخواطره معه، لا يتصنع ولا يتكلف، يقيم الأوزان ويسدد القوافي بغير كد وبغير تعنت. يترفع عن تمليق الملوك والزلفة عند الكرام. ينسب ويتشبب، ويبكي ويستبكي، غناؤه أنين، وشعره روح.
ناپیژندل شوی مخ