معنى حديث: (أنتم أصحابي)
أما استدلاله من السنة ص12 بقوله صلى الله عليه وآله وسلم : ((أنتم أصحابي وإخواننا الذين لم يأتوا بعد...)) وما ذكره من أن: (الحديث يدل على أن أصحابه من التقى به وكان مؤمنا... سواء طال هذا اللقاء أم قصر).
أقول: كلمة (أصحابي) هنا إما أن تكون بالمعنى العام اللغوي أو بالمعنى الخاص الشرعي، فإن كانت بالمعنى العام فلا إشكال لأن المعنى العام يدخل فيه المنافقون أيضا ويكون معنى الحديث من جنس معنى الحديث الآخر: ((حتى لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه))، وكقوله: ((إن في أصحابي اثني عشر منافقا)) والحديث في صحيح مسلم، فلا تمنع اللغة من جعل المنافقين أصحابا بالمعنى اللغوي الدال على مطلق الصحبة بغض النظر عن حسنها من سوئها. وعلى هذا فقوله: ((أنتم أصحابي)) شاملة للمؤمنين الصادقين والمنافقين لأن الخطاب كان عاما لم يخصص.
أما إن كانت لفظة: ((أنتم أصحابي)) يريد بها المعنى الخاص فالمعنى الخاص كقوله في الحديث الآخر ((لا تسبوا أصحابي)) وهنا يكون الخطاب موجها للحاضرين فقط، وعلى هذا لابد أن يكون الحاضرون ساعة القول كلهم من أصحاب الصحبة الشرعية، وهذا ممكن فقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم ينفرد بمجموعات من أصحابه قد لا تتجاوز العشرة والعشرين؛ كما حصل في قصة حديث سعيد بن زيد في اهتزاز جبل حراء وعليه عشرة من أصحابه كلهم سابقون مهاجرون مبشرون بالجنة.
وبلغة أخرى سأسال الشيخ وفقه الله وأقول: متى قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم هذا الحديث؟
هل قاله ومعه مجموعة من الصحابة صحبة شرعية أم قاله أيام كان الجميع صحابة صحبة شرعية؟ أم قاله عند اختلاط الصحابة بالمنافقين؟
إن قال: الأول؛ قلنا: هذا استخدام شرعي ولا إشكال؛ وإن قال: الأخير؛ قلنا: هذا استخدام لغوي ولا إشكال.
مخ ۶۵