استدلاله بآية أخرى على صحبة الكافر
وأورد الشيخ الآية الكريمة: { { وصاحبهما في الدنيا معروفا}[لقمان: 15] وقال: (وهذا شامل لكل مصاحبة سواء كانت قصيرة أو طويلة).
قلت: بارك الله فيك، هذه الآية على الاستعمال اللغوي أيضا وأمر اللغة واسع واللغة تجيز لك أن تطلق القول بصحبة الكافر والمنافق والمقاتل ومما يدل على ذلك أنهم ذكروا في سبب نزول هذه الآية أنها نزلت في سعد بن أبي وقاص وأمه التي كانت على الكفر وحلفت ألا تأكل ولا تشرب حتى يعود ابنها للكفر... والقصة مشهورة.
فالقصة فيها الصحبة العامة لا الشرعية، والصحبة العامة كما ذكرنا أمرها واسع ولا ننازع فيها. ومما يدل على أن الصحبة أمرها واسع ومطلقه أن الله عز وجل قيدها هنا بالمعروف رغم أنها لغوية لا شرعية فالصحبة بالمعروف هي المطلوبة لا الصحبة بغير المعروف فتأمل.
ولو قرأ الشيخ مذكرة الصحبة بهدوء وبلا تأثير البطانة فيسجد أكثر هذه الأمور مبينة بيانا أزعم أنه مفيد وواضح.
وكذا ما ذكره من {أصحاب السفينة} و{أصحاب السبت} لو تأملها الشيخ لوجدها تدل على ما قلناه من الصحبة المجازية المبنية على اللغة وقد سقنا هذه الآيات كلها في الاستعمال اللغوي لمادة (صحب).
مخ ۶۴