255

په نوي ادب کې

في الأدب الحديث

ژانرونه

ولكن سرعان ما أدرك أن دون هذا الاتحاد أهوالا وأهوالا، ولقد نسي قوله تعالى: {ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين، إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم} وأن من يتعرض لهذه الدعوة يرمى بالكفر والإلحاد، والخروج عن جادة الدين، وقد رمي بذلك فعلا, ولهذا باء بالإخفاق: "انقلبت أفراحي بالخيال أتراحا، ورجعت عن نظريتي والفشل ملء إهابي وجبتي"1.

وتطامن من أهدافه، ووجد أن الشرق المسكين أولى بالرعاية والعناية، وأن إصلاح العالم كله محال، ولذلك عكف على جهاده في سبيل هذا الشرق، وكان متألما لبعض الخلافات الدينية بين أبناء الملة الواحدة؛ كالسنة والشيعة.

2- كان يرى أن لا موجب لسد باب الاجتهاد في الدين، وعلى المسلمين إذا أرادوا التقدم أن يستعملوا عقولهم، ويتسنبطوا كما اسنبط أسلافهم أحكاما تتمشى مع زمنهم وبيئاتهم، ويقول: مامعنى أن باب الاجتهاد مسدود؟ وبأي نص سد؟ ومن قال: لا يصح لمن بعدي أن يجتهد لبيتفقه في الدين ويهتدي بهدي القرآن وصحيح الحديث, والاستنتاج بالقياس على ما ينطبق على العلوم العصرية وحاجات الزمن وأحكامه ؟ إن الفحول من الأئمة اجتهدوا وأحسنوا, ولكن لا يصح أن نعتقد أنهم أحاطوا بكل أسرار القرآن، واجتهادهم فيما حواه القرآن ليس إلا فطرة، والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء من عباده2".

وإذا تأملت أهداف جريدة "العروة الوثقى" التي ذكرها في المقال الافتتاحي, أدركت إلى حد ما بعض آراء جمال الدين في إصلاح الشرق، وقد عرفت أن جمال الدين كانت له الفكرة التي يعبر عنها محمد عبده في الحرية، وهاك بعض هذه الأهداف والآراء:

أ- بيان الواجبات على الشرقيين التي كان التفريط فيها موجبا للسقوط والضعف، وتوضيح الطرق التي يجب سلوكها لتدارك ما فات، ويستتبع ذلك بيان أصول الأسباب ومناشئ العلل التي أفسدت حالهم، وعمت عليهم طريقهم، وإزاحة الغطاء عن الأوهام التي حلت بهم.

مخ ۲۷۶