ومن هذه النماذج التي سقناها إليك هنا, وفي غير هذا الموضع, تستطيع أن تدرك إلى أي حد وصل النثر الفني في هذه الحقبة التي نتحدث عنها؛ بل إنه سار إلى سبيل الكمال حثيثا حتى يومنا هذا، لم يرجع القهقري منذ تكونت هذه المدرسة الإصلاحية, ومنذ أثمرت نهضة إسماعيل العلمية والأدبية، بل تراه قد زاد فنونا، وتنوعت موضوعاته، وتعددت نظراته إلى الأشياء؛ لكثرة ما قرأ الكتاب من الأدب القديم، وما اطلعوا عليه من آداب الغرب، ولهذا النثر مميزات وخصائص وطابع يعرف بها، ويختلف عما شاهدناه من الكتابة الديوانية.
مخ ۲۵۸