په نوي ادب کې

عمر دسوقي d. 1400 AH
177

په نوي ادب کې

في الأدب الحديث

ژانرونه

كان يصف لمجرد الوصف، ولأن شاعريته، وحواسه المرهفة، وتذوقه الحاد للجمال, كانت تدفعه إلى قول الشعر، وإلى وصف مشاهداته لا كما هي في الطبيعة، ولكن يخرجها ملونة بشخصيته وشعوره وأفكاره.

كان البارودي مفتونا بالطبيعة, يرى شعرها لا ينضب منه معين الإلهام، ويرى في كل سطر من هذا الشعر آية من آيات الجمال عليه أن يترنم بها، ويظهر محاسنها للأجيال من بعده، ويترجمها للناس حتى يعجبوا بها كما أعجب.

وديوان البارودي غاص بالموصوفات وبقصائد الوصف، وما دام الشاعر قد انصرف عن المديح, وعن أن يكون شعره مظهرا للنفاق والخداع والاستجداء، والوقوف بأبواب الملوك والأمراء، فقد أصبح شعره طوع يده, يسجل به مشاعره الخاصة، وشعراء العربية الوصافون -أي الذين أكثروا من الوصف- قليلون؛ لأن المديح وللأسف قد ألهاهم عن قراءة محاسن الكون، ويعد البارودي من أكثر شعراء العربية وصفا، بل يعد في الطليعة، وشعره الوصفي يفخر به الشعر العربي, ويستطيع أن يباهي به خير ما عند الغرب من شعر وصفي، وموصوفات البارودي كما ذكرنا عديدة ومنوعة، فمنها:

1- مظاهر الطبيعة، فيصف الليلة العاصفة المطيرة, ويجعلك تحس معه هزيم الرعد، وعزف الريح، وتواصل المطر وشدته، وترى سوادها ووحشتها، ويصف الليلة الحالية بالنجوم فتلمس جمالها، ويصف السحاب الممطر والبرق والرعد وأثرها في الإنسان والأرض، ويصف البحر الهائج الغاضب، والريح الزفوف تعلو بالموج فتحيله جبالا سامقة الذرى, وتنخفض به إلى وهاد عميقة الأغوار، ويصف الجبل والغابة وغير ذلك.

وهو في وصف الطبيعة مصور ماهر، بل هو دقيق بارع في كل ما يتناول من وصف، وهو في وصف الطبيعة قد يغرب في لفظه، ويأتي بتشبيهات جديدة منتزعة من بيئته أحيانا, وأحيانا يردد معاني القدماء وأخيلتهم، استمع إليه يصف ليلة مطيرة حتى مطلع الفجر.

مخ ۱۹۷