وما أنا بالنكس الدني ولا الذي
إذا صد عني ذو المودة أحرب
ولكننى إن دام دمت وإن يكن
له مذهب عني فلي عنه مذهب •••
ولم يضن التاريخ على المسلمين من حين لآخر برجال لفتوا وجه الدهر، وغيروا مجرى الحوادث، ودفعوا عن قومهم الخطوب، وأنزلوهم منزل العز والمنعة تضيق عن وصف أعمالهم الرسائل والكتب.
ثم توالت الأحداث، وتتابعت النوب، تفل من شوكتهم، وتفت في رجولتهم، حتى رأيناهم بذلوا الشرف للمال، وقد كان آباؤهم يبذلون المال للشرف، ولم ينظروا إلا إلى أنفسهم وذوي قرابتهم، وكان آباؤهم ينظرون إلى دينهم وأمتهم، وتفرقوا شيعا وأحزابا يذوق بعضهم بأس بعض، فكانوا حربا على أنفسهم بعد أن كانوا جميعا حربا على عدوهم - ورضوا في الفخر أن يقولوا: «كان آباؤنا» مع أن شاعرهم يقول:
إذا أنت لم تحم القديم بحادث
من المجد لم ينفعك ما كان من قبل
وناثرهم يقول: «لم يدرك الأول الشرف إلا بالفعل، ولا يدركه الآخر إلا بما أدرك به الأول».
ورأينا خير ما في الأمم حاضرها وخير ما فينا ماضينا. •••
ناپیژندل شوی مخ