بالآخر وتركب بينهما أصلا لمنع الجمع فيكون الوجود وجودا وان شئت قلت موجودا بلا تفاوت بين الوجود والموجود أزلا وأبدا على ما كان عليه حيا قيوما دائما باقيا لاستحالة أن يزول عنه مقتضاه بل لا يزال هو على صرافة تحققه ووجوده وثبوته بلا مكيال زمان وآن. ومقدار شأن ومكان. بل له شأن لا يسع في شأن. وكذا العدم عدم ممتنع ان يزول عنه مقتضاه أصلا ولا ثالث لهما إذ لا واسطة بينهما لمنع الخلو والذي يقال له ممكن الوجود لا بد ان لا يخرج عن حيطتهما لانحصار مطلق المفهوم فيهما بلا واسطة بينهما كما صرح به علماء الرسوم ايضا والذي أثبته بعض المنحرفين عن جادة العدالة الفطرية والفطانة الحدسية المنصرفين عن مقتضى الشعور الجبلي وهم منهم واتباع بشيطانى الوهم والخيال لا يؤبه بهم ولا يعتد بقولهم هذا لا جائز ان يكون ممكن الوجود من حيطة الوجود إذ هو واجب الوجود دائما لا يزول مقتضاه عنه أصلا وما هو ممكن الوجود قد يزول عنه الوجود المستعار ويتصف بالعدم فتعين ان يكون من حيطة العدم فظهوره على صورة الموجود المتأصل وكونه مصدرا للآثار الظاهرة ظاهرا انما هو من ظهور الوجود وتجليه على مرآة العدم دائما ازلا وابدا بعموم أوصافه وأسمائه الذاتية. وبجميع شئونه وتطوراته الغير المتناهية. ومن انعكاس لمعات وجهه الكريم.
على صحيفة العدم حسب أوصافه وأسمائه العظيم. يتراءى من العدم الصقيل ما يتراءى من الصور والآثار الكونية الكيانية والغيبية والشهادية والدنيوية والاخروية والمثالية والبرزخية. وبالجملة ارتباط العالم بالحق ليس الا مثل ارتباط الصور المرئية في المرايا الى ذي الصورة وارتباط العكوس والاظلال الى الأضواء. والأمواج الى الماء فيكون العالم الذي هو ممكن الوجود على صرافة عدميته الاصلية ما شم رائحة من الوجود أصلا سوى ان الوجود قد انبسط وتجلى عليها فيتراءى من سراب العدم ما يتراءى.
مثل الصور المرئية في الماء والمرايا. واما دوام العالم على تجدداتها المرئية وتطوراتها المشاهدة منها وتبدلاتها بالأشباه والأمثال مثل تجدد الاعراض بل ما هي في الحقيقة إلا نسب وأعراض ولله در من قال
كل ما في الكون وهم او خيال ... او عكوس في المرايا او ظلال
لاح في ظل السوى شمس الضحى ... لا تكن حيران في تيه الضلال
فمبنى على ان للوجود البحت بالمعنى الذي ذكر شئوناتي. وتطورات لا تعد ولا تحصى. إذ للتحقق والثبوت الذي هو الواقع في نفس الأمر حقيقة ومعنى ازلا وابدا حيا قيوما شئون واطوار كاملة مترتبة في الكمال غير متناهية غير مكررة ابدا غير منقطعة أصلا إذ الوجود وجود دائما متجدد مستمر على شئون غير متكررة ازلا وابدا. فلك ان تصفى سرك عن مألوفات طبعك رأسا وعن مدركات قواك وآلاتك مطلقا وتراجع ذوقك ووجدانك بعد اطراح عموم الرسوم والعادات عن البين. وإسقاط جميع الكوائن والفواسد عن العين/ حتى تجد في سرك طورا غريبا وطرزا عجيبا وتذوق من وجدك ووجدانك لذة لدنية وشعورا حقيقيا معنويا ووحدانا تاما ذوقيا شوقيا حضوريا كشفيا شهوديا لا كمدركات العقول والافهام. بحسب الانطباع والحصول ولا مثل شعور القوى والأحلام.
بل له شأن لا يعرضه شأن. ولا يحيط به ذوق ووجدان. ولا يسبقه حين ولا زمان. ولا يشغله مكان واركان.
بل كل يوم وآن في شأن لا كشان. وكل ما انعكس منه في سراب الإمكان هو فان. ويبقى وجه ربك ذي الجلال والإكرام. ومتى تحققت بمقام قد اومأنا عليك. وذقت حلاوة ما أشرنا إليك. وصرت على يقين كامل وذوق تام من لذة التحقق والوجود والثبوت والحضور وترقيب أنت في كشفه وشهوده
1 / 4