الإلهية فلم يبق عنده وفي بصر بصيرته وعين شهوده نقوش مطلق العكوس والسوى والاظلال والأغيار مطلقا بل ما شاهد وما رأى الا الحق وأوصافه وأسمائه في كل ما شاهد ورأى حسب إطلاقه الذاتي مجردا عن ملابس الكثرات والنسب والإضافات مطلقا بحسب ما زاغ بصره وما طغى حين رأى آيات ربه الكبرى وبالجملة ما كذب فؤاده ايضا في عموم ما علم ورأى إذ ليس وراء الله مريء ومرمى ومن ترقى من مرتبة العين الى الحق فقد هدى الى ما هدى ووصل الى ما وصل وحصل عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى وتشرف بشرف اللقيا وتكرم بكرامة قاب قوسين او ادنى وحينئذ قد اوحى اليه الحق ما اوحى فقد طويت دونه سجلات الأوصاف والأسماء واضمحل لديه نشآت الاولى والاخرى وارتفع عن بصر بصيرته ونظر كشفه وشهوده مطلق التعداد والإحصاء ولم يبق دونه لا الآراء ولا الأهواء بل قد تلاشى عنه الاسم والمسمى وقد فنى حينئذ هو وهويته وذاته وماهيته في هوية الحق وذاته مطلقا واضمحلت تعينه في عينه سبحانه وبالجملة قد لاحت عنده وبرزت دونه عماء في عماء مشتملة على صفاء في صفاء بحيث لا يتعاقب فيها لا الظلمة ولا الضياء ولا الصباح ولا المساء ولا اللذة ولا العناء ولا الوجد ولا الفقد ولا الجد ولا الجد ولا الفرح ولا الترح ولا العدد ولا المعدود ولا الحد ولا المحدود ولا الحامد ولا المحمود ولا الشاهد ولا المشهود ولا الحضور ولا الشهود ولا الوجود ولا الموجود ولا الوجدان ولا الفقدان بل هو نور على نور. وحضور في حضور. وسرور غب سرور. بحيث لا يعرضه فترة وفتور. ولا يحوم حوله غفلة وفطور.
وفتور وقصور. ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور. أدركنا بلطفك يا رحيم يا غفور ثم اعلم ان مطلق الأوصاف والأسماء الذاتية الإلهية التي ما يشعر بها وما يدل عليها وعلى انيتها وثبوتها الا صدور الأفعال المتقنة منها وترتب الآثار المحكمة عليها وانعكاس الصور والأمثال العجيبة عنها ولا شك ان مطلق الآثار والأفعال. وعموم العكوس والاظلال. أعراض سريعة الزوال.
مسرعة على الانقضاء والارتحال. بلا قرار ومدار بل ما هي في الحقيقة الا نقوش معدومة. وتمثلات موهومة. وصور مموهة وهياكل مخيلة قد انعكست على مرآة العدم من اسباب الأسماء والصفات الإلهية فيتراءى بصور الموجودات المتأصلة كالصور المرئية في المرايا والأمواج الحادثة على سطح الماء فلكل اسم ووصف من الأوصاف الإلهية والأسماء الذاتية الوجودية له اثر خاص وصورة مخصوصة متعينة في عموم العوالم الكلية والجزئية القابلة للتمثل والانعكاس منها تدل تلك الأثر والصورة على ذلك الاسم والصفة المربية له وتستمد هي منه على الدوام متجددا متبدلا مثل تجدد الاعراض وتبدلها بالأمثال والأشباه هكذا تجليات عموم الأسماء والصفات الذاتية الإلهية ازلا وابدا على هذا المنوال بلا تبدل وانتقال وتغير وزوال وبالجملة الآثار والاظلال الكائنة في عوالم المظاهر والمجالى الإلهية مطلقا كلها اعدام عاطلة وخيالات باطلة واظلال زائغة زائلة لا ثبات لها حقيقة ولا قرار لها حكما ومعنى ومؤثراتها واربابها واسبابها وعللها وموجداتها اسماء شتى وأوصاف لا تحصى وشئون ذاتية لا تتناهى قائمة بذات الحق غير زائدة عليها وغير منفكة عنها ما هي الا عينها وعين شئونها وتجلياتها بحيث لا تغاير بينها وبينها أصلا كما أشرنا اليه فيما مضى. ومن جملة الأوصاف الكاملة الشاملة الإلهية القائمة بذاته سبحانه الكلام الحامل لمطلق الوحى والإلهام الإلهي المؤدى لعموم أوامره ونواهيه الجارية على السنة عموم الشرائع والأديان والملل والمذاهب القاضي المنفذ لمطلق الحكم والاحكام المتداولة بين المظاهر والمجالى الإلهية جملة وكذا لسائر التدبيرات والتصرفات الواقعة في نشآت اللاهوت والناسوت وعالم الملك وعالم الملكوت
1 / 13