الشهادة المستحدثة منها فيها فمن ظهور تلك الأوصاف العلية والأسماء السنية على هذا الوجه قد ظهرت مراتب الربوبية والعبودية والخالقية والمخلوقية والإيجاد والموجودية والصانعية والمصنوعية الى غير ذلك من العبارات الدالة على الشئون والكثرات المنتشئة من وحدة الذات فظهر ان مناط عموم التكاليف الإلهية ومنشأ مطلق الأوامر والنواهي وجميع الحكم والاحكام والأخلاق والأطوار الحميدة والخصال المرضية المأمور بها ونقائضها المنهي عنها وسائر المعتقدات الاخروية والطاعات والعبادات الدنيوية التي قد نطقت بجميعها السنة الرسل والكتب الإلهية انما هي واردة منوطة مربوطة على مرتبة العبودية القابلة للاسترشاد والاستكمال المعدة المستعدة للإرشاد والتكميل ليتخلق العباد المربوبون والاظلال المألوهون بأخلاق الحق ويتقربوا اليه ويتمكنوا على مقر الخلافة والنيابة الإلهية التي قد فطروا عليها وجبلوا لأجلها وكلفوا فيها حسب استعدادهم وايضا من ظهور هاتين المرتبتين قد ظهر منازل الجنة والنار ودرجات القرب والوصال ودركات البعد والفراق ولاح شياطين الأوهام والخيالات وانواع الكفر والضلالات وما يترتب عليها من العقارب والحيات وكذا طرق الهداية وسبل السلامة وما يترتب عليها من الغلمان والولدان والحور القاصرات الى غير ذلك من عموم المواعيد والوعيدات وانواع التبشيرات والإنذارات الواردات في الكتب الإلهية والصحف السماوية النازلة من عند الله العليم الحكيم ثم اعلم ان الأوصاف والأسماء الذاتية الإلهية ما هي الا عين الذات لا امور زائدة عليها منفصلة عنها منافية لصرافة وحدتها وإطلاقها الحقيقي وتجردها المعنوي بل ما هي عند التحقيق الا شئون الوجود وتجليات الحق وتطورات بقائه وثبوته وتحققه بحسب الكمال إذ للوجود البحت في كل آن شأن لا مثل شأن سابق ولا مثل شأن لا حق بل يتعاقب عليه الشئون والأطوار متجددة مترتبة ازلا وابدا بلا تكرر وتوارد أصلا فيترتب دائما على شئونه وتطوراته آثار واظلال وتنعكس منها صور وأمثال فيتراءى في سراب العالم ومرايا الاعدام بانبساطها عليها وامتدادها إياها ازلا وابدا هياكل وأمثال وأشباح واشكال لا نهاية لها ولا غاية تحصرها فباعتبار إيجادها الصور والآثار وإظهارها الأشباح والأمثال تسمى اسماء الهية وباعتبار انعكاس الاظلال والصور الكائنة والآثار المرئية المستحدثة منها تسمى اوصافا ذاتية وباعتبار اطلاق الذات وتجردها عن الكل في حد ذاتها وتشعشعها حسب كمالاتها تسمى شئون الوجود وتجليات الحق ولمعات شمس الذات فمن لا حظ كيفية تنزلات الذات الاحدية وهبوطها عن مكمن العماء الذاتي
والغيب المطلق ومرتبة البطون الى فضاء البروز ومرتبة الكشف والجلاء وعالم الظهور والانجلاء اثبت له سبحانه حسب المراتب العلمية على سبيل التفصيل العلمي اسماء واوصافا ذاتية هي علل موجبة وارباب موجدة واسباب مظهرة لمسببات عموم المظاهر والمجالى العلوية والسفلية من الصور والآثار والأشباح الكائنة في العوالم الكلية والجزئية الغيبية والشهادية الدنيوية والاخروية والبرزخية والمثالية وغير ذلك من العوالم والمجالى التي قد لمعته عليها بروق الوجود ولاحت دونها شروق شمس الذات الاحدية ومن ترقى من مرتبة العلم الى العين ورفع حجب الصور والأمثال عن البين ومحا وحك نقوش عموم العكوس والاظلال ومطلق الصور والأمثال والهياكل والأشكال المرتكزة المنعكسة في مرايا الاعدام عن دفتر الوجود وجرده عن امتزاج العدم واختلاط النسب والإضافات به وانعكاسه عنه مطلقا فقد رأى الحق وانكشف به وبدا له هو سبحانه بلا كيف واين ووضع وجهة على الوجه الذي بدا وطلع دونه شمس الذات الاحدية من آفاق عموم الذرات المترتبة على الأسماء والصفات
1 / 12