373

فوات الوفیات

فوات الوفيات

ایډیټر

إحسان عباس

خپرندوی

دار صادر

د ایډیشن شمېره

الأولى

د خپرونکي ځای

بيروت

قد بين كل شيء حتى أكل اللبن مع الجواري!
وأراد مرة أن يدنو من بعض جواريه فتمنعت عليه، فقال: أعطي عهدًا لله لا أقربك إلى سنة لا أنا ولا أحد من جهتي.
وقال مرة: قد جربت يدي لو غسلتها ألف مرة ما تنظف (١) أو أغسلها مرتين.
وماتت أم أبي إسحاق الزجاج، فاجتمع الناس عنده للعزاء، فأقبل ابن الجصاص وهو يضحك ويقول: يا أبا إسحاق، والله سرني هذا، فدهش أبو إسحاق والناس وقال بعضهم: يا هذا كيف سرك غمه وغمنا؟ قال: بلغني أنه هو الذي مات، فلما صح عندي أنها أمه سرني ذلك، فضحك الناس.
وكان يكسر يومًا لوزًا فطفرت لوزة وأبعدت، فقال: لا إله إلا الله، كل الحيوان يهرب من الموت حتى اللوز.
وقال يومًا في دعائه: اللهم إنك تجد من تعذبه سواي، وأنا أجد من يرحمني سواك، فاغفر لي.
وقال يومًا: اللهم امسخني واجعلني حورية وزوجني بعمر بن الخطاب، فقالت له زوجته: سل الله أن يزوجك من النبي ﷺ إن كان لا بد لك أن تبقى حورية، فقال: ما أحب أن أصير ضرة لعائشة ﵂.
وأتاه يومًا غلامه بفرخ وقال: انظر هذا الفرخ ما أشبهه بأمه؛ فقال: أمه ذكر أو أنثى؟
وبنى ابنه دارًا وأتقنها ثم أدخل أباه ليراها وقال له: انظر يا أبه، هل فيها عيب (٢)؟ فطاف بها ودخل المستراح واستحسنه وقال: فيه عيب، وهو أن بابه ضيق لا تدخل منه المائدة.
وكتب إلى وكيل له أن يحمل إليه مائة من (٣) قطنًا، فلما حملها إليه حلجها

(١) ص: تنضف.
(٢) ص: عيبًا.
(٣) ص: منا.

1 / 375