بأبي جارية جائرة ... ما شفت غلة قلبي شفتاها
أتمنّى قبلةً من يدها ... وسوائي ملّ من تقبيل فاها وقال وكان أعور وله معشوق طويل (١):
لي حبيب قدّه ق ... دّ من السمر الرقاق
من رآه ورآني ... قال ذا غير اتفاق
أعور الدجال يمشي ... خلف عوج بن عناق وقال في قوم مدحهم فأعطوه شعيرًا (٢):
يقولون لم أرخصت شعرك في الورى ... فقلت لهم إذ مات أهل المكارم
أُجاز على الشعر الشعير وإنّه ... كثير إذا خلّصته (٣) من بهائم وقال أيضًا:
عسى من ديار الظاعنين بشير ... ومن جور أيام الفراق مجير
لقد عيل صبري بعدهم وتكاثرت ... همومي ولكنّ المحبّ صبور
وكم بين أكناف الثغور متيّمٌ ... كئيبٌ غزته أعينٌ وثغور
سقى الله من سطرى ومقرى منازلًا ... بها للندامى نضرة وسرور
ولا زال ظلّ النيربين فإنّه ... طويلٌ وعيش المرء فيه قصير
فيما بردى لا زال ماؤك باردًا ... عسى شبم من حافتيك نمير
أبى العيش إلاّ بين أكناف جلّق ... وقد لاح فيها نضرة (٤) وسرور
وكم بحمى جيرون سرب جآذر ... حبائلهنّ المال وهي نفور
ولكن سأحويه إذا كنت قاصدًا ... إلى بلدٍ فيه الصلاح أمير
(١) الخريدة: ٢١٧.
(٢) ص: شعير؛ وانظر: ١: ١٨٢.
(٣) الخريدة: استخلصته.
(٤) ص: نظرة.