فوات الوفیات
فوات الوفيات
پوهندوی
إحسان عباس
خپرندوی
دار صادر
د ایډیشن شمېره
الأولى
د خپرونکي ځای
بيروت
وخذي ولده، وكنت تركت إلى جانبه درهمًا، فتركت الدينار وأخذت الدرهم وعادت بعد أيام فوجدت معه درهمًا (١) آخر، فأخذته، وعادت في الثالثة كذلك، فلما جاءت الرابعة تباكيت، فقالت: ما يبكيك؟ فقلت: مات الدينار في النفاس، فقالت: وكيف يكون للدينار نفاس؟ فقلت: يا فاسقة تصدقين بالولادة ولا تصدقين بالنفاس؟
وسأل سالم بن عبد الله بن عمر عن طمعه، قال: اجتمعوا علي الصبيان يومًا، فقلت لهم: هذا أبان بن عثمان قد طبخ هريسة وهو يفرقها، فاذهبوا إليه، فلما ذهبوا ظننت أن الأمر كما قلت، فعدوت خلفهم.
وقيل له: ما بلغ من طمعك؟ قال: أرى دخان جاري فأثرد. وقيل له أيضًا، قال: ما رأيت اثنين (٢) يتساران إلا ظننت أنهما يأمران لي بشيء.
وجلس يومًا في الشتاء إلى إنسان من ولد عقبة بن أبي معيط، فمر به حسن ابن حسن، فقال: ما يقعدك إلى جانب هذا؟ قال: أصطلي بناره.
ولما مات ابن عائشة المغني جعل أشعب يبكي ويقول: قلت لكم زوجوا ابن عائشة من الشماسية حتى يخرج بينهما مزامير داود، فلم تفعلوا، ولكن لا يغني حذر من قدر.
ولما أخرجت جنازة الصريمية المغنية كان أشعب جالسًا مع نفر من قريش، فبكى أشعب وقال: اليوم ذهب الغناء كله، وترحم عليها، ثم مسح عينه والتفت إليهم وقال: وعلى ذلك فقد كانت الزانية شر خلق الله، فضحكوا، وقالوا: يا أشعب ليس بين بكائك عليها وبين لعنك لها فرق، قال: نعم كنا نجيها الفاجرة بكبش إذا أردنا أن نزورها، فتطبخ لنا في دارها ثم لا تعشينا إلا بسلق.
وجاز به يومًا سبط لابن سريج (٣)، فوثب إليه وحمله على كتفه، وجعل يرقصه ويقول: فديت من ولد على عود، واستهل بغناء، وحنك بملوى،
(١) ص: درهم. (٢) ص: اثنان. (٣) ص: سيرين، والتصويب عن الوافي.
1 / 199