64

فواید رضویہ

التعليقة على الفوائد الرضوية

ظاهر الشيء المحسوس كأنه يحفظه ويمسكه لتنال النفس منه ما تنال، وقد تقرر

~~أيضا في مدارك أرباب الأذواق الإلهية أن إمساك السماوات والأرض وما فيهما

~~إنما يتسبب عن الاسم البصير، ولذلك ورد في تفسير قوله تعالى: * (ولتصنع على

~~عيني) * (1) أي على حفظي (2) وقال تعالى: * (ما يمسكهن إلا الرحمن إنه بكل

~~شيء بصير) * (3).

والهضم يضاهي الذوق، لأن تلك القوة مبدأ مبادئ الهضم، وكذا الدفع يضاهي

~~اللمس، لأن عمدة منافع اللمس رفع المنافر، وكذا التربية تضاهي الشم، لأن

~~القوى الدماغية هي العمدة في التربية.

ثم البصر يحاذي الفكر، لأن النظر أصل الفكر في عالم الكون، كما أن الفكر

~~أصل النظر في العالم العلوي، وكذا السمع يحاذي الذكر الذي أريد به قوة

~~الحفظ، وقد دريت أن الجذب والحفظ من السمع، وكذا الذوق يحاذي العلم، لأن

~~العلم غذاء الروح، وكذا اللمس يحاذي الحلم، لأن تلك القوة إنما شأنها تحمل

~~المشاق من توارد الحر والبرد، ولكونها متسببة عن لينة الأعصاب إلى مرتبة

~~يتأتى منها الإحساس اللمسي، وكذا الشم يحاذي النباهة التي هي طلب الشرف

~~والرفعة، لأنها تنشأ من الدماغ الذي هو معدن تلك القوة.

ثم البقاء في الفناء إنما يتحصل من النظر والفكرة في الأشياء بأنها لا

~~شيئية لها إلا بالله تعالى، والنعيم في الشقاء إنما يكون بتذكر الحقائق

~~المنتزعة من الكائنات، وتصفية تلك الأنوار من كدورات الجسمانيات، وكذا العز

~~في الذل إنما يتيسر بالرياضات العلمية، والفقر مع الغناء

مخ ۱۲۳