56

فواید رضویہ

التعليقة على الفوائد الرضوية

فحينما تتفرق أجزاء البدن تبطل الصور والكيفيات ويتصل جوهره إلى كلية

~~الأجرام.

وأما الثالثة: فلما كانت مجردة غير مقدرة، فليس لها فساد ولا امتزاج،

~~فيجب أن تعود حين المفارقة إلى الأصل الذي بدأت منه بطريق المجاورة، لأن

~~المجردات والأنوار القدسية لها مقام معلوم لا تتخطاه إلى غيره كما قال

~~تعالى عنهم: * (وما منا إلا له مقام معلوم * وإنا لنحن الصافون) * (1) وإن

~~شئت زيادة الاستبصار في هذا المنهاج فاعتبر بحكاية المعراج وعدم تجاوز

~~جبرئيل مقامه في سلوك السبيل (2).

وأما الرابعة: فلما لم يكن لها ولادة ولا يعتريها فساد فلا عود لها إلا

~~بالكمال إلى العقل الذي بدأت هي منه، بأن تصير عقلا محضا في اليوم الذي

~~برزت فيه البواطن، ورجعت الفروع إلى الأصول الكوامن، وحشرت وحوش الجزئيات

~~المتفرقة في بوادي الأمكنة وقوافل الأزمنة إلى أرض الكليات، وعادت

~~المعلولات إلى عللها الثابتات.

وبالجملة: هذه النفس الرابعة هي التي نحن بصدد شرحها في هذا الخبر.

قوله: " منه بدأت " بالهمزة في النسخ بمعنى ابتدأت ونشأت، والظاهر أن

~~يكون بغير همزة بمعنى ظهرت.

قوله: " وعنه دعت " أي تلك النفس الملكوتية عن جانب العقل دعت الأنفس إلى

~~رضوان الله الأكبر حيث بعثها رسولا إلى أمم النفوس والأشباح، يتلو عليهم

~~آيات الله في المساء والصباح، من إحداث بديع وإظهار شؤون في كل صنيع،

~~وتزكيتهم بالتنقلات في الأحوال ليتحدسوا

مخ ۱۱۴