55

فواید رضویہ

التعليقة على الفوائد الرضوية

هذه الشمس المضيئة وشروقها من الكوى العديدة مع وحدتها العددية.

وثانيهما: أن العلم لا يكون إلا بالاتحاد بناء على ما قلنا من كون النفس

~~كل الأشياء على نحو يعرفه العرفاء.

فعلى هذين الأصلين يصح كون العلوم الحقيقية محلا للنفس الكلية ومقرا لها

~~بالحقيقة، لأنها لما طلبت علم شيء مما في نفسها توجهت إلى ذاتها، وهي من حيث

~~كونها طالبة غيرها من حيث هي مطلوبة، فكأنها طارت من القفص الجسماني فوقعت

~~لا محالة على وكرها الأصلي الذي هو ذاتها العقلية (1) فصارت المعقولات من

~~هذه الحيثية محلا لها ومقرا لوجودها.

وأما كون مادة تلك النفس الشريفة هي التأييدات العقلية، فلأن النفس صادرة

~~عن العقل، بل النفس عقل ظهر بصورة الشوق والمشية كما هو الحق، فعلى هذا لا

~~ريب أن العقل هو الباطن والنفس هي الظاهرة: أما الأول فلأن العلة باطن

~~المعلول، وأما على الثاني فظاهر لا يخفى، فيكون العقل بمنزلة المادة والنفس

~~بمنزلة الصورة، وإنما عبر عن المادة بصيغة الجمع لأن المدد العقلي يصل إلى

~~النفس آنا فآنا، والإشراقات العقلية تتنزل، منه إليها دائما، وإلا لم تبق

~~هي قطعا.

قوله: " عود مجاورة " وجه كون العود في الأوليين بطريق الممازجة وفي

~~الثالثة بنحو المجاورة ولم يتعرض في الرابعة للعود أصلا هو أن السابقتين

~~إنما يتكونان من الأجسام اللطيفة على ما يظهر من الخبر، وهو عند أرباب

~~العقول من المقرر، ولا ريب أن الجواهر يعتريها الفساد والبطلان بالكلية،

مخ ۱۱۳