22- أخبرنا أحمد ، ثنا محمد بن هشام ، نا الحسين بن عبيد الله العجلي ، نا عبد الرحمن بن محمد المحاربي ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، عن عائشة ، قالت : لما أخذ الناس في الطعن على عثمان فبلغه ذلك ، قام إلى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، فاعتذر إليهن ، وإلى أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، فاعتذر إليهم ، فقبلوا ذلك منه ، فبلغه أن أهل مصر قد افتتنوا ، فبعث إليهم عمار بن ياسر ، فحرك ما لم يرد أن يتحرك ، وهيجهم على المسير إلى عثمان ، قال : فبلغه ذلك ، قالت : فدعا سعد بن أبي وقاص ، فدفع إليه كتاب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، وكتاب أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم بالرضى عن عثمان ، قالت : فانطلق سعد ، فأتى عمار مقبلا بالجموع إلى عثمان ، فقال له سعد : ويحك يا أبا اليقظان ، ائتمنك الرجل وسيرك ، فجئته وسيرت إليه الجموع ، لا أكلمك كلمة ما بقيت ، فقال له عمار : اتئد يا ابن أبي وقاص ، فأهوى إلى قميصه فحل إزاره ، فخلعه وجلس في إزار ، فقال : أشهدك بأني قد خلعت عثمان كما خلعت قميصي هذا ، قال : فمضى عمار ومن معه من المصريين ، فحضروا عثمان بسعد من ليله ، وقال سعد : إلى مصر فقرأ عليهم كتاب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، وكتاب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : سمعا وطاعة ، نحن على عهدنا وطاعتنا وبيعتنا وميثاقنا ، ثم قدم سعد إلى عثمان ، وإن داره ليستصبح بالنبل ، فأخبره بالذي كان ثم خرج ، قالت : ثم إن عثمان دعا يحيى بن عبد الرحمن بن أبي العاص ، فقال : يا ابن أخي انطلق فادع لي سعدا ، فإنك ستجده سامعا مطيعا ، وادع لي طلحة بن عبيد الله ، فإنك ستجده سامعا مطيعا ، وادع لي فلانا وفلانا ، بنفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وادع لي الزبير بن العوام ، فإنك ستجده يضرب الأمثال ، فأتى كلا ، فقالوا : سمعا وطاعة ، فأتى الزبير بن العوام فجعل يقلب يده هكذا ظهرا لبطن ، يقول : وإذا يكون عطشها دعا لها وإذا لحاس الحيس يدعى جندبا ما لي ولعثمان ، قال : إنه يدعوك ، قال : سمعا وطاعة ، فانطلقوا حتى توافوا على باب عثمان فأخبر بهم ، فدخلوا ، ثم أمر بالباب فأخيف عليه وعليهم ، وقال : يا أصحاب محمد إني لم أدعكم لمائدة عطاء أقسمها بينكم دون الناس ، ولكن دعوتكم أسألكم عن إمرتي إذا أنا صدقت فصدقوني ، وإذا أنا كذبت فكذبوني ، قالوا : اذكر ما أحدث ، قال عثمان : أذكركم بالله وبالإسلام ، هل تعلمون أني سادس ستة في الإسلام ؟ قالوا : اللهم نعم ، قال : اللهم اشهد ، وقال : أذكركم بالله وبالإسلام هل تعلمون أني قدمت المدينة مهاجرا إلى الله ورسوله بعد هجرة الحبشة ، والماء العذب بالمدينة عزيز ، فابتعت بئرا في يومه بألف دينار أنا ورجل من بني زهرة ، فكان يوم شربي هي مباحة للناس ، ويوم شرب الزهري باع السقاء بدرهم ، فشكا المسلمون ذلك إلي فاشتريت الشطر الباقي بعشرين ألفا فأبحتها للناس ، فأما اليوم لا أستطيع أن أشرب منها قطرة ، قالوا : نعم ، فقال : اللهم اشهد ، قال : فأذكركم بالله وبالإسلام ، هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة ، قال : " من يبتاع لنا حائطا بني بألف نقيم به قبلتنا فله معي بيت في الجنة ، وكان لغلامين يتيمين من الأنصار ، فاشتريته منهما بثلاثين ألفا ، فأقمت به قبلة المسلمين ، قالوا : اللهم نعم ، قال : اللهم اشهد ، قال : فأذكركم بالله عز وجل وبالإسلام ، هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين جهز جيش العسرة ، قال : " لا ينفق رجل اليوم نفقة ، ولا عقالا إلا وجبت له الجنة " فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم بخمسة وثلاثين ألفا ، وكان في ذلك جهازهم حتى لم يعتقدوا فيه عقالا ، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقلبهما بيده ويقول : " ما على عثمان من عمل بعد هذا اليوم ، لا ينسى هذا اليوم لعثمان " قالوا : اللهم نعم ، قال : اللهم اشهد ، قال : فأذكركم بالله وبالإسلام ، هل تعلمون أني أتيت منزل عائشة أسأل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقيل لي : خرج يطلب لأهله من الجوع ، فلم أدع امرأة من نسائه إلا أرسلت إليها بوفر بعير من تمر ، ووفر بعير من بر ، وشاة ، فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى منزل عائشة رضي الله عنها ، من آخر النهار وقد شم ريح اللحم ، فقال : " من أين لكم هذا ؟ " قالت عائشة : بلغ عثمان عنا مجاعة ، فأرسل بما ترى ، قال : " وددت أنك فرقتيه في نسائي " قالت : والذي بعثك بالحق ما بقي امرأة من نسائك إلا وقد أرسل إليها على ما ترى ، قالت : فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يده إلى الله عز وجل ، ثم قال : " كم من كربة قد نفسها الله عز وجل عنا بعثمان ، اللهم أوسع على عثمان ، اللهم لا تنسنا هذا لعثمان " قال : فما زلت أتعرف دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قالوا : اللهم نعم ، قال : اللهم اشهد ، قال : فأذكركم بالله وبالإسلام ، هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعي إلى جنازة رجل من الأنصار ، فخرج أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يمشون ، وبعث إلي النبي صلى الله عليه وسلم ببغلة تسمى الدلافي فركبتها ، فانتهينا إلى القبر ولما تلحد فأنكث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنكثنا معه ، كأن على رءوسنا الطير ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تعوذوا بالله يا معشر المسلمين من عذاب القبر " ثم قال : " كيف أنتم إذا أصابتكم فتنة يقتل بعضكم بعضا ؟ " قال : فقام أبو بكر فقال : أدركتها يا رسول الله ؟ قال : " لا " فقام عمر ، فقال : أدركتها يا رسول الله ؟ قال : " لا " فقمت فقلت : أدركتها يا رسول الله ؟
مخ ۱۱