بالدموع حينما يكون في موقف مناجاة الله أو سمع بعض ما يحرك القلوب، ولقد كان ذلك يتجلى كثيرًا فيما يحييه من الليل بالصلاة التي كان يواضب عليها في إقامته وسفره وقد لا يعرف هذا كثير من الناس الذين لم يتصلوا به وقد صحبته زمنًا طويلًا وهو يقوم ما يقرب من ساعة ونصف آخر الليل لا يترك ذلك.
ولا غرو فقد كان ﵀ يتحرى في جميع تصرفاته وأَخلاقه الظاهرة والباطنة التأَسي بالنبي ﷺ وصحابته وسلف هذه الأمة رضوان الله عليهم.
الأعمال التي قام بها
عرفنا في مناسبات كثيرة مما مضى في هذه الترجمة أَنه ﵀ باشر العمل منذ وفاة عمه عبد الله ﵀، وقد كان العمل الرئيسي الذي شمل أَكثر أَيام حياته هو (التدريس) وقد تحدثنا عنه في فصل خاص لما له من الأَهمية.
على أنه صاحب التدريس مهمة أُخرى بدأَت دون تنظيم رسمي وهي (الفتوى) فقد كان يشارك فيها حتى توفي الشيخ سعد بن عتيق ثم استقل بها حتى تحولت بآخرة إلى عمل منظم في دار الإفتاء حيث أُنشئت في عام ١٣٧٤هـ.
وظل ﵀ يقوم بالفتوى من خلال هذه الدار حتى وافته المنية إلى جانب ما كان يكتبه في هذا الميدان في بيته من فتاوى وردود على بعض الكاتبين في قضايا يرى بثاقب بصيرته أَن السكوت عليها مسئولية أَمام الله.
وإلى جانب هذين الأَمرين هناك أَمر ثالث لا يقل خطرًا عنهما وهو (القضاء) فقد كان ﵀ يقوم بتمييز الأَحكام التي تحتاج
1 / 19