س٢٤: ما حكم التعلق بالأسباب؟
الجواب: التعلق بالأسباب أقسام:
القسم الأول: ما ينافي التوحيد في أصله، وهو أن يتعلق الإنسان بشيء لا يمكن أن يكون له تأثير ويعتمد عليه اعتمادًا كاملًا معرضًا عن الله، مثل تعلق عبد القبور بمن فيها عند حلول المصائب. وهذا شرك أكبر مخرج عن الملة، وحكم الفاعل ما ذكره الله -تعالى- بقوله: (إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ) . (المائدة: الآية٧٢)
القسم الثاني: أن يعتمد على سبب شرعي صحيح مع غفلته عن المسبب وهو الله -تعالى- فهذا نوع من الشرك، ولكن لا يخرج من الملة، لأنه اعتمد على السبب ونسي المسبب وهو الله -تعالى-.
القسم الثالث: أن يتعلق بالسبب تعلقًا مجردًا لكونه سببًا فقط، مع اعتماده الأصلي على الله، فيعتقد أن هذا السبب من الله، وأن الله لو شاء قطعه، ولو شاء لأبقاه، وأنه لا أثر للسبب في مشيئة الله ﷿ فهذا لا ينافي التوحيد لا أصلًا ولا كمالًا.
ومع وجود الأسباب الشرعية الصحيحة ينبغي للإنسان أن لا يعلق نفسه بالسبب بل يعلقها بالله، فالموظف الذي يتعلق قلبه بمرتبه تعلقًا كاملًا مع الغفلة عن المسبب وهو الله فهذا نوع من الشرك، أما إذا اعتقد أن المرتب سبب والمسبب هو الله ﷾ فهذا لا ينافي التوكل، والرسول ﷺ، كان يأخذ بالأسباب مع اعتماده على المسبب وهو الله ﷿.
***
1 / 62