82

Fatawa al-Salah

فتاوى الصلاة

پوهندوی

عبد المعطى عبد المقصود محمد

خپرندوی

مكتب حميدو

وهذا بين في الاعتبار، لأن السائل غاية مقصوده حصول مطلوبه ومراده، فهو مريد من الله، وإن كان مطلوبه محبوباً لله، مثل أن يطلب منه إعانته على ذكره وشكره، وحسن عبادته، فهو يريد منه هذا الأمر المحبوب لله.

وأما المثنى فهو ذاكر لنفس محبوب الحق من أسمائه وصفاته، فالمطلوب بهذا معرفة الله ومحبته وعبادته. وهذا مطلوب لنفسه لا لغيره، وهو الغاية التي خلق لها الخلق. كما قال تعالى ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون﴾ والسؤال وسيلة إلى هذا؛ ولهذا قال في الفاتحة: ﴿إياك نعبد وإياك نستعين﴾ لأنه وسيلة إلى ذلك. والمقاصد مقدمة في القصد والقول على الوسائل، ثم مقصود السائل من الدعاء يحصل لهذا العابد المثنى مع اشتغاله بأشرف القسمين.

وأما الداعي فإذا كان مهتماً بما هو محتاج إليه من جلب منفعة ودفع مضرة، كحاجته إلى الرزق والنصر الضروري، كان اشتغاله بهذا نفسه صارفا له عن غيره، فإذا دعا الله سبحانه فقد يحصل له بالدعاء من معرفة الله، ومحبته، والثناء عليه، والعبودية له، والافتقار إليه ما هو أفضل وأنفع من مطلوبه ذلك. كما قال بعض السلف: يا ابن آدم! لقد بورك لك في حاجة كثرت فيها قرع باب سيدك. وقال بعضهم: إنه ليكون لي إلى الله حاجة فادعوه، فيفتح لي من باب معرفته ما أحب معه أن لا يعجل لي قضاءها؛ لئلا ينصرف قلبي عن الدعاء.

والسائل إذا حصل سؤاله برد، فإنه لم يكن مراده إلا سؤاله، وإذا حصل إعراض عن الله، فهذا حال الكفار الذين ذمهم الله في القرآن كقوله: ﴿وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعداً أو قائماً فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه﴾(١٦) وقال تعالى: ﴿قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعاً وخفية لئن أنجانا من هذه لنكونن من الشاكرين. قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب ثم أنتم تشركون﴾(١٧) وقال تعالى: ﴿وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيباً إليه ثم إذا خوله نعمة منه نسي ما كان يدعو إليه من قبل. وجعل لله أنداداً ليضل عن سبيله قل: تمتع بكفرك

= بن معين ليس بثقة وقال مرة بكذب وقال العقيلي بعد أن ذكر الحديث لا يتابع عليه جـ ٤ ص ٤٩ ترجمة ١٦٠٠.

(١٦) يونس ١٢.

(١٧) الأنعام ٦٣، ٦٤.

82