80

Fatawa al-Salah

فتاوى الصلاة

پوهندوی

عبد المعطى عبد المقصود محمد

خپرندوی

مكتب حميدو

وأيضاً فالدعاء لم يشرع مجرداً ، لم يشرع إلا مع الثناء . وأما الثناء فقد شرع مجرداً بلا كراهة . فلو اقتصر في الاعتدال على الثناء ، وفي الركوع والسجود على التسبيح ، كان مشروعاً بلا كراهة ، ولو اقتصر في ذلك على الدعاء لم يكن مشروعاً ، وفي بطلان الصلاة نزاع .

و« أيضاً » فالثناء يتضمن مقصود الدعاء ، كما في الحديث « أفضل الذكر . لا إله إلا الله ، وأفضل الدعاء الحمد لله » فإن ثناء الداعي على المدعو بما يتضمن حصول مطلوبه قد يكون أبلغ من ذكر المطلوب كما قيل :

إذا أثنى عليك المرء يوماً كفاه من تعرضه الثناء

ولهذا يقول في الدعاء المأثور : « أسألك بأن لك الحمد ، أنت الله المنان ، بديع السموات والأرض ». فسأله بأن له الحمد ، فعلم بأن الاعتراف بكونه مستحقاً للحمد : هو سبب في حصول المطلوب .

وهذا كقول أيوب عليه السلام : « مسني الضر وأنت أرحم الراحمين » فقوله : هذا أحسن من قوله : ارحمني . وفي دعاء ليلة القدر الذي روته عائشة: « اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني » .

وفي الصحيحين عن ابن عباس « أن النبي ﷺ كان يقول عند الكرب: لا إله إلا الله الحليم العظيم ، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات السبع، ورب الأرض رب العرش الكريم»(١٢).

ومما يبين فضل الثناء على الدعاء ، أن الثناء المشروع يستلزم الإِيمان بالله ، وأما الدعاء فقد لا يستلزمه ، إذ الكفار يسألون الله فيعطيهم ، كما أخبر الله بذلك في القرآن في غير موضع فإن سؤال الرزق والعافية ونحو ذلك من الأدعية المشروعة : هو مما يدعو به المؤمن والكافر ؛ بخلاف الثناء كقوله : « سبحانك اللهم وبحمدك ، وتبارك اسمك ، وتعالى جدك ، ولا إله غيرك»(١٣) و «التحيات لله والصلوات ،

(١٢) متفق عليه لفظ البخاري جـ ٨ ص ٩٣ طبعة الشعب مسلم جـ ٨ ص ٨٥ طبعة التحرير ابن ماجه حديث ٣٨٨٣ بتقديم العظيم وبدون السبع ١ هـ .

(١٣) أبو داود حديث ٧٧٦ عن عائشة برواية أبي داود حديث ٧٧٥ الترمذي حديث ٢٤٣ عن عائشة ابن ماجه حديث ٨٠٤، ٨٠٦، الأول عن أبي سعيد والثاني عن عائشة النسائي جـ ٢ ص

80