Fatawa al-Iraqi
فتاوى العراقي
ایډیټر
حمزة أحمد فرحان
خپرندوی
دار الفتح
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
۱۴۳۰ ه.ق
فلا مانع من إطلاقه. وفي التنزيل: ﴿ قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُواْ لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا ﴾ [الكهف: ٢٦]، فقد استعمل لفظ التعجب في قوله: ﴿ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ ﴾ في حق الله تعالى، وقد قال المفسر عبد الحق ابن عطية(١) رحمه الله تعالى: (أي ما أبصره وأسمعه)، ثم حكى عن قتادة رحمه الله أنه قال: (لا أحد أبصر من الله ولا أسمع)(٢). وقد ورد إطلاق صيغة التعجب في حق الله تعالى في السُّنّة أيضاً، فالمانع لذلك إن كان استناده إلى أن أهل العربية يقدّرون في مثل هذا من التعجب: (شيءٌ صيَّرَهُ كذا)، ومثل هذا لا يستعمل في حق الله تعالى، فالتقدير الذي يقدره أهل العربية في ذلك ليس بلازم ولا مطرد، ولئن قدّرنا مثله في موضع امتنعنا من تقديره(٣) في
= لأنه مما تحار فيه العقول، والإتيان بصيغة التعجب في ذلك جائزة لقوله تعالى: ﴿ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ ﴾، والصيغة المسؤول عنها صحيحة، لأن إعظام الله وتعظيمه الثناء عليه بالعظمة أو اعتقادها، وكلاهما حاصل، والموجب لهما أمر عظيم، يصح أن يكون المراد بما أعظم ... )، وتبع السبكي ابن حجر الهيتمي، ثم قال: (وأما إنكار اللفظ فلم يقل به أحد)، ثم نقل فتوى الولي العراقي مستشهداً بها. (فتاوى السبكي، ٣٢٠/٢-٣٢١، وابن حجر الهيتمي، الإعلام بقواطع الإسلام ص١٢١-١٢٥).
(١) هو العلامة الكبير المفسر القاضي أبو محمد عبد الحق بن غالب بن عبد الملك ابن عطية المحاربي الأندلسي الغرناطي (٤٨١-٥٤١هـ) صاحب التفسير المشهور الذي أحسن فيه وأبدع، وطار بحسن نيته كل مطار، كان فقيها، عارفاً بالأحكام والحديث والتفسير، بارع الأدب، بصيراً بلسان العرب. (الذهبي، سير أعلام النبلاء ٢٠/ ١٣٣، وابن فرحون، الديباج المذهب ص١٧٤ - ١٧٥ (ووفاته عنده سنة ٥٤٦هـ)، والداودي، طبقات المفسرين ٢٦٥/١-٢٦٧، الترجمة ٢٥١).
(٢) ابن عطية، المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، ٩/ ٢٨٥.
(٣) عبارة: (في ذلك ليس بلازم ... من تقديره) سقطت من الفرع.
171