169

Fatawa al-Iraqi

فتاوى العراقي

ایډیټر

حمزة أحمد فرحان

خپرندوی

دار الفتح

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

۱۴۳۰ ه.ق

غير حسنة، أو بعضها حسن وبعضها قبيح؟ وما كانت السلف تقول عند زيارة قبور الصالحين؟ وهل إذا قال الشخص عند قبر الصالح: (يا سيدي: متى حصل لي كذا وكذا أجيء إليك بكذا وكذا)، هل يلزم الوفاء به أم لا؟

فأجبت: زيارة الرجال للقبور مندوب إليها، فقبور الصالحين آكد في الاستحباب، وينبغي الدعاء عندها، لأن لتلك البقعة فضلاً وشرفاً بوجود ذلك الصالح فيها، والدعاء في البقاع الشريفة أقرب إلى الإجابة، وقد اشتهر عند أهل بغداد إجابة الدعاء عند قبر معروف الكرخي(١)، وأنه الترياق(٢) المجرب، واشتهر ذلك في قبور كثير من الصالحين، وأيضاً فإن الداعي عقب عبادة، وهي زيارته ذلك القبر، وعقب قراءةٍ إن كان قد قرأ شيئاً من القرآن كما هو الغالب، وذلك أقرب إلى الإجابة، ولا امتناع في التوسل بالصالحين، فإنه ورد التوسل

(١) هو عَلَم الزهاد وبركة عصره معروف الكرخي البغدادي (ت ٢٠٠هـ)، العابد المعروف. كان أحد المشتهرين بالزهد والعزوف عن الدنيا، يغشاه الصالحون ويتبرك بلقائه العارفون، وكان يوصف بأنه مجاب الدعوة، ویحکی عنه کرامات، وأسند أحاديث كثيرة عن بكر بن خنيس والربيع بن صبيح وغيرهما، وروى عنه خلف بن هشام البزاز وزكريا بن يحيى المروزي. وقد ذُكر معروف عند الإمام أحمد فقيل: (قصير العلم)، فقال الإمام أحمد: (أمسك، وهل يُراد من العلم إلا ما وصل إليه معروف!)، وعن إبراهيم الحربي أنه قال: (قبر معروف الترياق المجرَّب)، يريد إجابة دعاء المضطر عنده. (أبو نعيم الأصبهاني، حلية الأولياء، ٨/ ٣٦٠ وما بعدها، والخطيب البغدادي، تاريخ بغداد ١٩٩/١٣-٢٠٩، الترجمة ٧١٧٧). وقد أفرد ابن الجوزي مناقبه في أربع كراريس، وهو مطبوع.

(٢) التِّرياق: دواء السموم، وهو لفظٍ فارسي معرّب. (الجوهري، الصحاح ١٤٥٣/٤، والفيومي، المصباح المنير ص ٧٤).

167