Fatawa al-Iraqi
فتاوى العراقي
ایډیټر
حمزة أحمد فرحان
خپرندوی
دار الفتح
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
۱۴۳۰ ه.ق
من أصحابنا الشافعية أنه قال: (ومن الناس من يزيد: (وارحم محمداً(١) كما رحمت على إبراهيم)، وربما يقولون: (ترحَّمت على إبراهيم)، أي بزيادة التاء مع التشديد. قال ابن الصيدلاني: (وهذا لم يرد في الخبر، وهو غير صحيح(٢)، فإنه لا يقال: (رحِمت عليه)، وإنما يقال: (ترحَّمت عليه(٣))). وأما الترحم ففيه معنى التكلف، فلا يحسن إطلاقه في حقّ الله تعالى)(٤). ومن أنكر ذلك ابن عبد البر، فقال القاضي عياض في ((الشفا)): (ذهب أبو عمر ابن عبد البر وغيره إلى أنه لا يُدعى له بالرحمة، وإنما يدعى له بالصلاة والبركة التي تختص به، ويدعى لغيره بالرحمة والمغفرة)(٥). انتهى. وما أظنّ أنه أراد إلّا الدعاء له بذلك في التشهد. فأما الدعاء له بذلك في الجملة فلا يُنكر كما قدّمته. ومن أنكر ذلك النووي أيضاً، فقال في ((الأذكار)): إنه بدعة لا أصل لها(٦). وقد اعترض والدي رحمه الله تعالى على الصيدلاني في قوله: (إنه لم يَرد في الخبر) بأنه قد ورد، ولكنه لم يصح، ويجوز أن يقال في الضعيف ورد، وسبق والدي رحمه الله إلى ذلك القاضي عياض، فقال: (إنه لم يأت في هذا حديث صحيح)(٧)، وقد يُرَدّ عليهما بما رواه الحاكم في
(١) العبارة عند الرافعي: (وارحم محمداً وآل محمد كما رحمت ... ).
(٢) هكذا العبارة في النسختين، وفيها تصحيف، والصواب: (وهو غير صحيح) كما عند الرافعي.
(٣) شبه الجملة: (عليه) غير موجودة في الفرع، والعبارتين تختلفان عما هو موجود في ((الشرح الكبير)»، وهي فيه: (فإنه لا يُقال: ترحَّمت عليه، وإنما يقال: رحِمِتَه)، وهو الصواب.
(٤) الرافعي، العزيز شرح الوجيز ٥٣٧/١، والنقل فيه تصرف كما بيّنا.
(٥) القاضي عياض، الشِّفا بتعريف حقوق المصطفى، ص٥٦٥.
(٦) النووي، الأذكار، ص٩٨.
(٧) القاضي عياض، الشفا، ص٥٦٦.
157