وقال أيضًا:
أميرٌ عظيم لهُ رتبةٌ ... على غيره صعبةُ المُرتَقَى
قصرتُ ثنائي على وصفهِ ... وأعطيتُهُ في الورى مَوْثِقا
ولا غروَ في كونِهِ وارثًا ... ثنائيَ دون الورى مطلقا
فقد أعتقَ القلب من كربِهِ ... وصحَّ الولاءُ لمَنْ أعتقَا
وبعد ذلك أنشأ مكتبًا (كُتَّابًا) لتعليم الأولاد قانعًا بما يناله منه من الرِّزق الكفاف، إلاَّ أنه لم يسدّ حاجته، وافتقر.
انتقاله إلى دمشق:
وفي سنة ١١٩٥ هـ تعرضت بيروت لعدوان من قراصنة روس مما حمل أهلها إلى النزوح عنها إلى حيث يجدون الأمن والطمأنينة. فعزم الشيخ على الرحيل إلى دمشق ورغب في سكناها، ورأى أنها خير البلاد.
فلما قصدها نزل ضيفًا على الشيخ محمد بن خليل المرادي (١) مفتي دمشق، فلمَّا دخل عليه مدحه بقصيدة طرب لها ورفع شأنه عنده فأكرمه وشمله برعايته.
ثم سكن الصَّالحية واستقرَّ بها وأُعجب بها غاية الِإعجاب، وذكرها بشعره مادحًا يقول:
قد ظفرنا بعيشةٍ مَرضيَّة ... مُذْ حللْنا في جنَّةِ الصالحيّةْ
ورأينا الزهورَ تبسم لطفًا ... عن ثنايا من الندى لؤلؤيّةْ
وجواري السحاب جلَّلَتِ الأر ... ضَ ببُسْطٍ من غزلها سندسيّةْ
_________
(١) مؤلف كتاب "سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر" المتوفى سنة ١٢٠٦ هـ.
1 / 16