فقال قرياقوس: يدك وما تعطيك يا آغا، هات كل ما عندك. لا تخل من جهدك، إياك تقصر ...
فانتفض الآغا، ورمى بالقلم، فكب المرملة وقلب الدواة، واستوى على قدميه صارخا: تتهددني يا قرياقوس! أنا ابن حكومة، تعارضني في مأموريتي؟! - مرحبا بك يا آغا. افتكر مثلما تريد. يا بحر ما يهزك ريح. الحبس للرجال يا فارس.
فصخب الآغا وعربد وكاد يخرج من ثيابه؛ ساءه ترك اللقب، أكثر مما ساءه الازدراء، فصاح: أنت رجل؟ أنت وحش دب! - الكرامة لثوبك يا فارس.
فأرغى الآغا وأزبد، ولوح بكرباجه، فقال قرياقوس: لا تعرض نفسك، إن مددت يدك أكسرها من الكوع.
وظل الآغا يتبختر ويتنمر منتظرا هبوب الزوبعة من الكيس.
وحاول أرسانيوس مختار القرية استعطاف الآغا، فصاح قرياقوس: اتركه يا أرسانيوس. بتدين
30
قريبة، وبعبدا أقرب، وجبيل على ضربة حجر. أنا سابقك لجبيل يا فارس.
فعوى الآغا كالذئب: كلب، كتفوه.
وجد الجد، فلعبت الفلوس دورها، فانفك كتاف قرياقوس لقاء خمسة عشر ريالا مجيديا قبضها الآغا نقدا.
ناپیژندل شوی مخ