العالية، وأحال إلى القرطبي والبحر. أقول: هذا التخريج يوهم أن القراءتين من الشاذ، كيف يكون ذلك ومصاحفنا على التاء؟ ! بل القراءة بالتاء هي للقراء العشرة غير يعقوب، الذي قرأ وحده بالياء والقراءتان موجودتان في كتب القراءات الصحيحة: كالمبسوط والتذكرة والنشر.
وعكس المحقق في ٤/ ٤٤٥ فنسب القراءة الشاذة إلى قُرَّاء الصحيح، قال المؤلف في السطر الثالث من الأخير: وقوله: ﴿فَآتَاهُمُ اللَّهُ﴾ الجمهور على القصر من الإتيان، أي فأتاهم أمره أو عذابه، فحذف المضاف، وقرئ (فآتاهم) بالمد من الإيتاء، أي فآتاهم الهلاك. فخرَّج المحقق الثانية لحمزة والكسائي وخلف، ونسب ذلك إلى كتاب الإتحاف، بينما الذي في الإتحاف من قول مؤلفه: هو مقصور وفاقًا. فأخطأ المحقق مرتين أيضًا، والقراءة الثانية لم تذكرها حتى كتب الشاذ، وإنما ذكرها الزمخشري في كشافه والآلوسي في روح المعاني دون نسبة.
ومن الأخطاء الشنيعة أيضًا: تخريجه قراءة (بنَصْب) عن حفص عن عاصم، كيف يكون ذلك ومصاحفنا على قراءة حفص عن عاصم وفيها (بنُصْب)؟ انظر الحاشية (١) من ٤/ ١٦٩.
ويقول في الحاشية (٦) من ٤/ ٢٧٠: قرأ حمزة وعاصم عن أبي بكر .. كيف وأبو بكر هو الذي يروي عن عاصم؟ !
وثمة خطأ آخر أنقله إليك أيها القارئ الكريم والذي يدل على جهل مطبق بالقراءات والقرّاء أيضًا، ففي ٤/ ١١٣ السطر الرابع من الأخير يقول المؤلف عند إعراب قوله تعالى: ﴿هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ﴾ ..: ويجوز أن يكون (هذا) صفة للمرقد، تعضده قراءة من وقف على (هذا) وهو حفص عن عاصم. أقول: وحفص هذا هو ابن سليمان أبو عمر الأسدي الكوفي البزاز صاحب الإمام عاصم والذي مصاحفنا على قراءته، ولا يختلف في اسمه اثنان، لكن المحقق ترجم له في الحاشية (٥) على أنه ابن عمر الضرير النحوي الذي توفي بعد عاصم بـ (١٢٠) سنة.
1 / 17