فرح انتون: ژوند - ادبیات - د هغه د کارونو لنډیز
فرح أنطون: حياته – أدبه – مقتطفات من آثاره
ژانرونه
أما الأدلة التي يتخذها الباكونيون لإثبات أن باكون هو الذي كتب روايات شكسبير، فهي كثيرة؛ منها: أولا: أن شكسبير لم يتلقن في المدرسة دروسا تجعله قادرا على كتابة روايات فلسفية سامية كتلك الروايات، بل كان من أصله رجلا جاهلا، ولم يذكر التاريخ عنه شيئا. ثانيا: أن في أكثر تلك الروايات تلميحا وإشارات إلى حوادث الطبقات العالية في لندن، ولا سيما حوادث حياة باكون التي مر تفصيلها. وقد سألت الملكة إليصابات شكسبير غير مرة إذا كان أحد يساعده في تلك الروايات. ثالثا: أن باكون كتب إلى أحد أصدقائه كتبا خصوصية يقول له فيها إنه يؤلف تلك الروايات ويدفعها إلى شكسبير ليمثلها باسمه. هذه بعض أدلة الباكونيين. وأما الشكسبيريون فإنهم يقولون لهم: إن أقوالكم هذه مزاعم لا أدلة؛ فهاتوا شهودكم إن كنتم صادقين.
وبينما كان الفريقان في هذا الجدال إذا بصوت رنان من أميركا يقول: «قد وجدت الدليل الذي لا يرد على أن باكون هو الذي كتب روايات شكسبير.»
فالتفت الجميع، فأبصروا مسز غالوب الأميركية قادمة من نيويورك إلى لندن، وبيدها مفتاح ذلك السر. وهذه السيدة تقول إنها وجدته في كتب باكون. وإليك التفصيل:
من المعلوم أن باكون هو الذي وضع أصول المخابرات الخفية بالأرقام التي تستخدمها الدول في مخابراتها الرسمية، وكل من وقف على نسخ من الطبعة الأولى التي نشرت من كتبه في حياته وجد في بعض صفحاتها أرقاما عديدة مختلطة اختلاطا لم يظهر الغرض منه. فلما وقفت مسز غالوب على تلك الأرقام قام في نفسها أن تستعمل الأرقام السرية التي وضعها باكون في قراءة هذه الأرقام المختلطة في كتبه الأولى، فجربت ذلك، وعند أول تجربة صاحت كما صاح أرخميدس: «وجدتها، وجدتها.»
ذلك أن مسز غالوب تقول إنها استخرجت بواسطة مفتاح الأرقام السرية من تلك الأرقام المختلطة العبارة التالية:
إن أمي الحقيقية هي الملكة إليصابات، وأنا وارث العرش الحقيقي. تعقب تاريخي السري المنشور بالأرقام في كتبي تجد فيه أسرارا عظيمة، لو بحت بأحدها لباتت حياتي في خطر.
التوقيع: فرنسيس باكون
فلما ظفرت مسز غالوب بهذا التفسير الغريب استأنفت القراءة بالمفتاح السري الذي وجدته، فاستخرجت من أرقام أخرى في مكان آخر العبارة التالية: «إن فرنسيس دي فاردلام هو الذي ألف كل الروايات التي نشرت إلى الآن بأسماء مارلو، وغرين، وبيل، وشكسبير.»
ولما نشرت مسز غالوب هذا الاكتشاف قامت له الجرائد الإنكليزية وقعدت، وانبرى الشكسبيريون يوسعون الباكونيون طعنا وتقريعا حتى غصت الجرائد بمناظرات الفريقين، ولكن الطعن والتقريع لا يقومان مقام الدليل والبرهان؛ ولذلك رأى أحد مراسلي جريدة التيمس امتحان أقوال مسز غالوب، فأخذ الصفحات التي زعمت هذه السيدة أنها اكتشفت فيها تلك الأقوال، وصار يبحث في أرقامها بواسطة المفتاح السري الذي ذكرته ويضيق المقام عن بيانه. ولا يخفى أن ذلك عمل شاق لما فيه من جمع الأرقام المختلفة الشكل، فضلا عما يستغرقه من الوقت. ولما فرغ هذا المراسل من عمله ظهر له أنه ينقص الفقرة الأولى التي ذكر فيها باكون ابنا لإليصابات مائة حرف إيطالي، لتكون كلماتها منطبقة كل الانطباق على الكلمات التي ذكرتها مسز غالوب، وينقص الفقرة التالية التي ذكر فيها أن باكون مؤلف روايات شكسبير 119 حرفا إيطاليا، ليكون المعنى تاما، كما ذكرته هذه السيدة.
فاستنتج كل واحد من الفريقين من هذا الامتحان نتيجة تؤيد رأيه؛ فالشكسبيريون قالوا إن هذا الاكتشاف باطل لنقص الحروف، والباكونيون قالوا إن هذا الاكتشاف صحيح؛ لأن باكون لم يكن يطلب منه أن يذكر سره كاملا، فإذا ترك بعض حروف ناقصة، فإنما ذلك من خوفه أن يكتشف أحد هذا السر في حياته.
ناپیژندل شوی مخ