فرح انتون: ژوند - ادبیات - د هغه د کارونو لنډیز
فرح أنطون: حياته – أدبه – مقتطفات من آثاره
ژانرونه
ومن الكتب التي نقلها عن أرسطو ما يلي: الكون والفساد، وما وراء الطبيعة، والبرهان، والنفس، والأخلاق، والسماء، والكون، وغيرها. وله أيضا كتاب التهافت، وهو رد على كتاب للإمام الغزالي عنوانه: تهافت الفلاسفة. (7) طبع كتبه وترجمتها
ومما يحق لأبناء اللغة العربية أن يخجلوا منه أنهم إذا طلبوا كتب هذا الفيلسوف بين ما طبع ونشر من الكتب بلغتنا في النهضة الحديثة لم يجدوا شيئا منها، ولما قامت شركة طبع الكتب العربية في القاهرة لإحياء المؤلفات القديمة الجليلة الشأن أعرضت عن مؤلفات هذا الفيلسوف كل الإعراض، مع أنه كان يجب جعل كتبه في مقدمة الكتب التي طبعتها؛ وذلك لعدة أسباب: أولها: أن القراء أكثر إقبالا عليها منهم على سواها كما ظهر بعد الاختبار، وثانيا: لأنها أهم الكتب العربية على الإطلاق، وحسبك أنها كتب الفيلسوف الحقيقي الذي نبغ في الإسلام، وثالثا: لأنه كان يجب في هذا العصر الذي جاز العلم فيه كل ما قام في سبيله من العثرات، وظهر مصباحه ساطعا من وراء الظلمات، أن يكون صوت ابن رشد الجهوري؛ ذلك الصوت الذي حاول الناس خنقه ولم يفلحوا، أول صوت يطرق مسامع الأبناء ليذكرهم بمجد الأجداد القديم، لعلهم يذكرون عنده الأسباب التي محت ذلك المجد فيجتنبوها، والأمور التي نقلته منهم إلى تلامذتهم الأوروبيين فيقتبسوها، فإنه لا أعرف من ابن رشد بتلك الأسباب وهذه الأمور، ولا أرشد من كتبه إليها، وأدل منها عليها.
أما الإفرنج فإنهم عنوا بترجمة كتب ابن رشد أشد عناية، فترجمت مؤلفاته كلها إلى اللغة اللاتينية؛ لغة العلم والعلماء في ذلك الزمان. وكذلك الإسرائيليون فإنهم ترجموا كتبه إلى العبرانية؛ لأنهم كانوا من حملة العلم في إسبانيا وأوروبا، وكان منهم أكثر تلامذة ابن رشد. ويكفي لبيان الأهمية التي كانت لهذا الفيلسوف لدى الإفرنج في صدر تمدنهم أن نقول إن في مدينة البندقية وحدها اليوم أكثر من 50 طبعة من مؤلفاته. (8) فلسفة المتكلمين وآراؤهم في الوجود
وقبل إيضاح فلسفة ابن رشد نأتي على آراء المتكلمين الذين عارضوها؛ إذ في هذه المقابلة تمام الفائدة، فنقول:
إن المتكلمين (أي علماء الكلام في الدين الإسلامي) قد وضعوا فلسفة خاصة بهم، وربما لم يكن من الصواب أن تدعى تعاليمهم فلسفة؛ لأنها عبارة عن مباحث دينية محضة، ولكن كل ما جرى فيه كلام عن الخالق عز وجل وعالم الغيب وما وراء الطبيعة فهو فلسفة. ومن المعلوم أن كلمة فلسفة يونانية الأصل، وهي مشتقة من كلمتين: فيلوس: ومعناها محبة، وسوفيا: ومعناها الحكمة؛ فالفلسفة معناها إذا: محبة الحكمة، وهل في عالم الفكر - الذي هو أشرف العوالم - شيء يستحق أن يسمى حكمة غير البحث في أصل الحكمة ومصدرها الأعلى؟
ففلسفة المتكلمين هذه مبنية على أمرين؛ الأول: حدوث المادة في الكون؛ أي وجودها بخلق خالق ، والثاني: وجود خالق مطلق التصرف في الكون ومنفصل عنه ومدبر له. وبما أن الخالق مطلق التصرف في كونه فلا تسأل إذا عن السبب إذا حدث في الكون شيء؛ لأن الخالق نفسه هو السبب، وليس من سبب سواه. إذا فلا يلزم عن ذلك قطعيا أن يكون بين حوادث الكون روابط وعلائق، كأن ينتج بعضها عن بعض؛ لأن هذه الحوادث تحدث بأمر الخالق وحده. وفي الإمكان أن يكون العالم بصورة غير الصورة المصور بها الآن؛ وذلك بقدرة هذا الخالق. (9) روح جديد عصري
هذا لباب تعاليم المتكلمين، ولسنا الآن في مقام البحث فيها، بل إننا نبسطها لمقابلتها بتعليم ابن رشد، وإنما نقول في معرض الكلام: إنه يلوح لنا أن كثيرين من علماء الكلام المعاصرين ومن إخواننا الكتاب المسلمين قد أدخلوا شيئا من النظام في تلك الفوضى، فإننا نطالع بإمعان لا مزيد عليه كل ما تنشره رصيفتنا مجلة المنار الغراء من الدروس التي يلقيها فضيلة الأستاذ الشيخ محمد عبده؛ مفتي الديار المصرية، في الجامع الأزهر تفسيرا للقرآن، فنجد في كل صفحة من صفحاتها روحا جديدا، إذا تم انتشاره كان بمنزلة إصلاح عظيم في العالم الإسلامي.
ومقتضى هذا الروح الجديد تقييد الكون بنواميس طبيعية وضعها الخالق له، فلا يحدث شيء في العالم إلا بها، غير أن الأستاذ لا يذهب في ذلك مذهب الماديين الإلهيين الذين يعتقدون أن الله - سبحانه وتعالى - قد خلق نواميس الكون وأجراها في مجراها الطبيعي، وقضى بألا تخرج عنه أبدا. كلا؛ لأنه يعتقد أن الخالق الأبدي الذي وضع تلك النواميس قد ينقضها حينا من الزمن كلما شاء، وذلك من أجل المرسلين الذين يختارهم لإصلاح حال البشر وهدايتهم إلى منافعهم.
ومهما يكن من هذا الأمر، فكفى هذا الرأي أهمية وجلالا أنه يجعل للكون نظاما طبيعيا ثابتا يجري عليه، فالبشر الذين يدرسون هذا النظام ويعملون به ينعمون ويسعدون في هذه الحياة، والذين يجهلونه ويخالفونه استنادا إلى أن الخالق يفتقدهم وهم جالسون في بيوتهم، سواء سعوا أم لم يسعوا، فإنهم يشقون وينحطون. ولقد كان علماء الأديان في العصور المتقدمة ينكرون هذا الرأي ويكفرون صاحبه؛ لاعتقادهم أنه غير لائق بالخالق - عز وجل. أما اليوم فلم يبق مجال لهذا الإنكار بعد الاكتشافات العلمية التي كشفت النقاب عن وجه النواميس الطبيعية التي تحكم الكائنات كلها من جماد وحيوان ونبات.
ولكن ليس الفضل للبشر اليوم في التسامح وقبول هذا المبدأ الصحيح الجديد، وإنما الفضل لأولئك الذين خاطروا في العصور المتقدمة في كل ملة وأمة بمناصبهم وحياتهم وكرامتهم، ولمن يحذو حذوهم في هذا العصر لإيصال عالمنا المطبوع على الجهل والقسوة والتعصب إلى هذه الدرجة من الاعتدال والتسامح، ومعرفة الحقائق الأزلية الأبدية. (10) فلسفته ورأيه في المادة وخلق العالم
ناپیژندل شوی مخ