فرح انتون: ژوند - ادبیات - د هغه د کارونو لنډیز
فرح أنطون: حياته – أدبه – مقتطفات من آثاره
ژانرونه
وهذا العالم الجديد الذي نطلبه هو عالم يكون ميلكن فيه مصروفا إلى الأمور النافعة المفيدة، عالم يتقرب فيه الرجال إليكن بالأعمال الحميدة، وطيب الأحدوثة، والأدب والفضيلة، والعلم والمعرفة، فتكون هذه الفضائل هي الرائجة لديكن، المقربة منكن، لا نقيضها من ضروب الخلاعة والجهالة. ومتى صارت هذه أميالكن تلطفت خشونة الرجال، وتغيرت أميالهم؛ حرصا على رضاكن؛ لأنه «يكون الرجال كما يريد النساء.»
ونحن لا نجهل اعتراضكن على هذا الكلام، فإنكن تقلن أولا: لماذا لا تعكسون القضية فتقولون: «يكون النساء كما يريد الرجال، فإذا كانوا فضلاء وعظماء كان النساء فاضلات وعظيمات.» فإننا نحن إنما نظهر للرجال بالصفات والحالات التي يحبونها.
وتقلن ثانيا: إذا كنتم ترغبون أن نكون فاضلات وعظيمات، أفلا يجب أولا أن تطلبوا من الرجال أن يربونا تربية تجعلنا كذلك؟
نقول: أما الاعتراض الثاني فأنتن مصيبات فيه. وسنتكلم عن هذه التربية بالتفصيل في البحث التالي، إن شاء الله.
وأما الاعتراض الأول فأنتن غير مصيبات فيه؛ لأن الهيئة الاجتماعية لا تربح إذا جعلت الرجل مرجع الذوق والأدب والعظمة والفضيلة في هذا العالم. الرجل من طبعه الخشونة، ومن طبعكن اللطف، ومن طبعه الأثرة والقسوة والطمع، وأنتن من طبعكن الشفقة والحلم وصنع الجميل. وإن لم يكن ذلك من طبعه، فأعماله ومصالحه تشجعه على ذلك، إن لم نقل إنها تقضي به عليه. فإذا كان في أيديكن ميزان اللطف والأدب والشفقة والحلم وصنع الخير وسائر الفضائل البيتية، فكيف نجعل الرجال مرجعها ومقياسها؟!
كلا ثم كلا، ليس من أحد غيركن دعامة هذه الفضائل في هذه الحياة، أنتن بيننا المربيات المهذبات المسعدات المعزيات، إذا رأى الإنسان أن كل شيء في هذا العالم يسقط كمنازل مبنية على الورق، أو بيوت مؤسسة على الرمال، إذا رأى الراحة خيالا لا يقبض عليه، البشر وهم إخوان يتقاطعون ويتذابحون كالذئاب الضارية، الأصدقاء ينسى بعضهم بعضا، الأقربون يقوم بعضهم على بعض، العالم فوضى، فيه شياطين الظلم والطمع والغش والاعتداء والسلب تتسابق لإفساد الأرض ومن عليها، إذا رأى الإنسان كل ذلك لا يسعه إلا أن يفتش بنظره عن وتد يتمسك به في وسط هذه الزوابع الهائلة، وكوة يدخل منها إليه النور وسط ذلك الظلام الحالك، فلا يرى حينئذ إلا وجهك الباسم أيتها السيدة؛ يا أيتها الأخت والابنة والزوجة والأم والجدة، فبالحال ينقلب ذلك السواد بياضا، والعناء هناء بنظرة أو نظرتين من عينيك السحريتين، وبسمة أو بسمتين من شفتيك الجميلتين؛ فأنت إذا ممثلة الكمال والهناء والراحة والأدب والفضيلة في هذا العالم لا الرجل؛ لذلك نطلب منك أن تكوني أكثر منه كمالا؛ لتكوني له قدوة وجمالا ومثالا؛ ولذلك نقول مع روسو ولو غضب الرجال: «كما يريد النساء يكون الرجال.»
تربية البنات
إذا أردتم إصلاح الهيئة الاجتماعية فأصلحوا النساء
أبنا سابقا أهمية مقام المرأة في الهيئة الاجتماعية، فثبت معنا يومئذ أن «الرجال يكونون كما تريد النساء»، وأنه يجب أن يكن عظيمات وفاضلات ليكون الرجال عظماء وفضلاء، فبناء عليه تكون تربية النساء أهم من تربية الرجال في الهيئة الاجتماعية.
وإذا كانت تربية النساء أهم من تربية الرجال، فمن دلائل التأخر والانحطاط إهمال تربيتهن، واعتبارها أمرا ثانويا، ومن دلائل الاستمرار في هذا التأخر الاستمرار في هذا الإهمال.
ناپیژندل شوی مخ