؟
إذا راجعنا قاموس
Merriam-Webster
فسنجد أنه يعرفها بأنها: «تعبير يبدو أنه يقول شيئين متعارضين، لكنه قد يكون صحيحا مع ذلك.» أحيانا تنتج المفارقة عن صياغة ملتبسة بشكل متعمد أو عرضي، وأحيانا تكون المفارقة معبرة عن جدل حقيقي لا يمكن حله بسهولة ككثير من المفارقات الفلسفية المشهورة.
المفارقة في الأدب أداة من الأدوات المهمة للغاية، وهي كثيرا ما تكون قادرة - كما أشرنا في بداية المقال - على الإمساك بالتناقضات الكامنة في لحظات أو رؤى بعينها. قد تسكن المفارقة الشعرية في صلب المشهد أو الحدث الموصوف، وقد تنبع من ذات الشاعر بشكل أكبر، لكنها في الحالين قد تعبر عن رؤية مختلفة للعالم أو للذات.
المفارقة حاضرة كذلك في الأحاديث اليومية، ربما تأثرا بالأدب، وربما لأن أي لغة لا تخلو منها؛ فحين نتحدث مثلا عن الغائب الحاضر، نعني شخصا غاب عنا بجسده، لكنه حاضر معنا مع ذلك بأفعاله أو مآثره. وهناك من سار بهذه المفارقة خطوة أبعد متحدثا عن «غياب الحضور وحضور الغياب.»
نحن الآن ندرك أن المفارقة حاضرة كذلك في العلم الحديث، وقد قدمت نظرية النسبية وفيزياء الكم عددا من المفارقات التي تبدو مدهشة وغير منطقية من وجهة نظر الحس المشترك، لكنها صارت مجرد بدهيات من وجهة نظر الفيزياء اليوم. يقول «رودولف بيرلز
Rudolf Peierls » أحد أبرز علماء الفريق الذي صنع أول قنبلة ذرية: «لقد تعلم الفيزيائيون دائما الكثير من المفارقة.»
ملاحظات (1)
أنقل قصائد الهايكو الواردة في المقال عن كتاب: «كلاسيكيات الهايكو» الصادر عام 2006 في جزأين عن المجلس الأعلى للثقافة، وهو من ترجمة وتقديم: بدر الديب. (2)
ناپیژندل شوی مخ