رئيس لجنة تحكيم جائزة بوكر مان لهذا العام (2012)، يحذر من أن التدوين أصبح يغرق النقد الجاد للكتب، وهو أمر يراه في غير صالح الأدب.
ورغم أن بيتر ستوزارد (محرر الملحق الأدبي لجريدة التايمز) هو نفسه مدون، وسبق أن مدح مواقع متخصصة في عروض الكتب مثل
The Complete Review ، لكنه لا يخفي قلقه من أن العروض المكتوبة في فضاء الإنترنت قد يكون لها أثرها المضر على مستقبل الكتابة. ورغم أنه لا ينكر وجود بعض الآراء عالية القيمة في بعض المدونات، لكنه يرى في نفس الوقت أن هناك أيضا عددا أكبر من الآراء الأقل في القيمة؛ فأغلب هذه العروض في رأيه هي عروض متطايرة سريعة الزوال. ينبه ستوزارد: لو أننا أعلينا الآراء غير المبررة فوق النقد فسوف يتضرر الأدب. يقول: «لا بد أن يقف أحدهم مدافعا عن دور النقد الأدبي وإلا فسيغرق، وسيؤدي إلى اضمحلال مستوى الأدب.» «فالنقد الأدبي ينبه إلى الجديد، إلى الكتابات التي لا تشبه ما سبقها.» وهو ينتقد محرري الصحف لاقتطاع صفحات الكتب، ولزيادة نشر العروض من هذا النوع المتطاير.
وعبر بيتر ستوزارد بوضوح عن كون انتشار مثل هذه الآراء التي تغيب المعايير النقدية عنها يمثل خطرا حقيقيا على العروض الاحترافية؛ مشيرا إلى انتشار اعتقاد عام في بريطانيا وأمريكا أن النقد التقليدي الواثق الذي يرتكز على الحجة ليخبر الناس إن كان الكتاب جيدا أم لا؛ هو في مرحلة انحدار. وقال إنه من الجيد وجود هذا العدد من المدونات والمواقع المخصصة للكتب، لكن أن تكون ناقدا يعني أنه من الضروري لك أن تختلف عن هؤلاء الذين ينشرون ذوقهم الشخصي؛ فليست كل الآراء متساوية في القيمة.
وبينما يتفق سام جورديسون
Sam Jordison (مدون وكاتب في جريدة الجارديان) مع ستوزارد بخصوص الحاجة لنقد مبرر وواف، إلا أنه يعتقد أن ذلك متوافر فعلا في مدونات، فهناك عدد من المدونين الذين يقدمون عروضا مميزة، وهو يشير في هذا السياق إلى عدد من المدونين الذين يرى أن مدوناتهم هي من أفضل الأماكن التي قد تتعرف فيها على الجديد في عالم الكتب، ويبين أن ترشيحات القراء قد تصنع فارقا ضخما، حتى لو لم تضم إلا تعليقات لأناس يقولون فقط: «أعجبني هذا» فقد ينشأ نتيجة لمثل هذه الآراء تراكم مفيد. كما أن الكتب كثيرة للغاية ومن المهم أن تكون هناك بدائل تعفيك من اقتناء الكتاب لمعرفة مستواه.
ويقول سايمون سافيدج
Simon Savidge (صاحب مدونة:
Savidge Reads ) سيكون هناك دائما تكبر ما حيال المدونين، كل المدونات التي أتابعها تكتب دون مقابل من قبل أناس شغوفين بالكتب، عدد منهم يقرأ بالفعل بعض كتب اللائحة القصيرة لجائزة مان بوكر ويزكون الكتب التي تثير اهتمامهم للقراء. أعتقد أن أي شخص يقرأ بكثافة يستطيع - فقط من خلال القراءة - نقد أي شيء يقرؤه؛ فالقراءة، ورد الفعل حيالها، هي خبرة شخصية معتمدة على خبرة حياتية. المثير للاهتمام أنك لن تجد المدونين يهجون صفحات العروض المطبوعة (بشكل مماثل لنقد بيتر ستوزارد لعروض المدونات والمواقع الإلكترونية)، ستجدهم - على العكس - يقرءونها بين الكتاب والكتاب، جنبا إلى جنب مع قراءة المدونات الأخرى؛ (وذلك) لأننا جميعا متحدون في حب الأدب بكافة أشكاله وأجناسه.
بطبيعة الحال كان النقاش محفزا لآخرين للمشاركة فيه، فكتب روبرت ماكروم
ناپیژندل شوی مخ