ما أدرانا أن الجهاز العصبي يقوى جدا في الإنسان إلى حد أن يتحول الإنسان كله إلى كتلة أعصاب تكون مقاما لهذا العالم السادس الذي نتكهن بحدوثه، ولا ندري الآن كيف تكون ظاهراته؟
كل هذا ممكن كما أمكن صدور العقل العجيب من خليات الدماغ؛ فليس لسنة التطور الحيوي حد تقف عنده على نحو ما رأينا في درجاته الآنفة الذكر.
إن ما مر من عمر الحياة إلى الآن - أي: منذ صارت الأرض صالحة لها - ليس إلا دور الحداثة، وإن ما بقي من عمرها - أي: إلى حين لا تعود الأرض صالحة لها - عدة أضعاف دور الحداثة، فإذا كانت الحياة في دور حداثتها قد أنتجت عقلا فلسفيا واجتماعيا وأدبية وفنا أيضا، فهل يمكن أن يتوقف تطورها ويستقر على حاله الحاضرة في ما بقي من عمرها الطويل؟ ولماذا؟ وإذا كان لا بد من استمرار التطور بصورة لا ندري ماذا تكون، أفلا يسير هذا التطور بحسب سنة التسارع؛ أي: إنه يكون أعجل فأعجل في المستقبل؟ وإذا صدقت هذه النظريات فكم من العوالم ستتلو عوالم العقل والاجتماع والأدبية في الدهر الداهر؟ طوبى لمن يعيشون في دور كهولة الحياة!
الفصل العاشر
الشخصية
في «تفصيل النظام العام» في أول الكتاب ذكرنا ثلاثة تفصيلات: (1)
عملية التنظيم العام. (2)
حاصل هذا التنظيم؛ أي: أطوار الأنظمة. (3)
الشخصية.
انتهينا من الأولين، ولم نتعرض فيهما بتاتا للثالث، وهو من الوجهة الفلسفية من الأهمية بمكان، وقد أصبح بعد شرح التفصيلين السابقين سهلا تبيانه بإيجاز وبوضوح. (1) الشخصية المادية
ناپیژندل شوی مخ