أما الأستاذ إردمان فيقول في كتابه «تاريخ الفلسفة»:
إن أرسطبس لا يعترف بأن شيئا من الأشياء هو حق بالطبيعة، ويقول بأن كل شيء إنما هو نتيجة شريعة أو قانون، ويخفف من حدة هذا المذهب قوله: إن الحكيم يعيش بالقوانين كما يعيش بغيرها؛ أي إنه لا يؤثر في سلوكه قيام القانون أو عطله.
على أنني لا أرى في قول أرسطبس من الحدة ما يرى الأستاذ إردمان، فضلا عن أن الأستاذ جومبرتز قد أبدى كثيرا من الشك في الحكم والأمثال السائرة التي تنسب إلى أرسطبس، وله في ذلك أكبر الحق؛ لأن المذهب الذي لم تصلنا منه إلا نتفا وفقرات لا يصح أن يعتمد في تفسيره على كلمات مأثورة تنسب إلى واضع المذهب، تنوقلت على مدى أزمان طويلة، من غير أن يقوم على صحة نسبتها إلى أرسطبس أي دليل إلا دعوى قائليها. •••
عندما تعوزنا الأسانيد الوثيقة الكاملة في بحث أية نقطة من نقط التاريخ فإننا نضطر إلى الاستعانة بالأقيسة التمثيلية
Analogy
ولا نذهب في تبرير هذا بعيدا، فإن الأساليب التي اتبعها الذين روجوا للمذاهب المتلاحمة، ونقصد بها المذاهب ذوات الآصرة والعلاقة في عصور أخرى، مما يبرر هذه السبيل التي نريد اتباعها، وإن أقرب ما نذكر من أمثال الروابط التي تعبر عليها المذاهب ليتصل بعضها ببعض، ما نرى من عبور فكرة «المصلحة إذا حسن فهمها» من عصر إلى عصر ومن مذهب إلى مذهب؛ فإن هذا الضرب من الموازين الأدبية - وهي الموازين التي تدعو إلى التحرر من الرذائل لما تجر الرذيلة على مرتكبيها من النتائج الضارة، ولأن التحرر من الرذائل يزود الإنسان ببواعث تدفعه إلى فعل الخير - لم يكن بعيدا عن أذهان القائمين بحركة التجديد الحديث في أوروبا.
وإذا أردنا أن نقف على أسلوب هذه الفكرة في جوهرها، فإننا نقع على تفصيلها في كتاب صغير كتبه «فولني
Volney » اللاديني
Deist
10
ناپیژندل شوی مخ