بحثونه په اخلاقي فلسفه کې
مباحث في فلسفة الأخلاق
ژانرونه
ولا يعنينا بسط الكلام على هذه الصفات ونحن نبحث عوامل تكوين الخلق، إنما الذي يجب أن نعنى ببحثه هنا هو أثر الوراثة في الصفات الأدبية والعقلية. (2)
وللوراثة كذلك دخل كبير في تكوين المرء أدبيا وعقليا، فشهوات الإنسان وميوله، وغرائزه وأمزجته، وما تركز فيه من عادات وأخلاق، وما وهبه من استعداد للذكاء، وقوة في مظاهر الفكر ونواحيه قد تسمو حتى تصل للعبقرية أحيانا، وما يرزأ به من ضعف في العقل والتفكير قد يشتد حتى يكون صورة من صور البله أو الجنون؛ كل هذه الصفات والاستعدادات نرى للوراثة قسطا كبيرا في تكوينها، فهي لا تني لحظة عن نقل صفات الأجيال الماضية للحاضرة والقادة متى وجدت إلى ذلك سبيلا.
15
وفي هذا المعنى ننقل كلمة للدكتور «شبلي شميل» في شرح مذهب «دارون» في النشوء والارتقاء، وما للوراثة من قيمة فيه، وها هي: «وكما أنها تنقل الصفات الجسدية تنقل أيضا الصفات الأدبية كالشهوات والأميال والعوائد والأخلاق والعقل ... إلى غير ذلك».
16
ويحسن أن ننبه من أول الأمر إلى أن المراد من وراثة هذه الصفات وغيرها في أغلب الحالات هو وراثة الاستعدادات لها، أما ظهورها بالفعل فيتوقف على البيئة. ومع هذا فليس من الضروري أن تظهر في النسل تلك الصفات الموروثة على النحو التي كانت عليه في الآباء، بل قد تبدو في صور شتى ترجع كلها في نوعها لتلك الصفة الموروثة؛ ولهذا «قد نرى الأبوين العصبيين ينسلان أولادا مختلفين؛ أحدهم فنان، والآخر معتوه، والثالث شاعر حاد العواطف، والرابع سكير مفرط، والخامس واعظ عظيم، فنراهم كلهم من واد واحد من حيث حدة الانفعال، ولكنهم اختلفوا بين نافع وضار تبعا لقدر الإرث والبيئة»، كذلك الأبوان الشاعران قد يكون لهما ابن موسيقار وآخر رسام وثالث مثال، ومعنى هذا أنهم ورثوا عن أبويهم الفن الجميل، ولكن تلك الصفة الموروثة ظهرت فيهم على صور مختلفة.
وقد ذكر الأستاذ الأبياري، وهو بسبيل الحديث عن وراثة العقليات الممتازة والعقليات المنحطة؛ أن من الحالات الأولى المعروفة عائلة «دارون» التي وصل خمسة عشر شخصا منها إلى عضوية الجمعية الملكية بإنجلترا. كما أشار في الناحية الثانية إلى أسرة تعيسة هي أسرة «جون لوك» المشهورة بمدينة «نيويورك»، فقد تبين من دراسة تاريخها بدقة أن بين 2100 نفس منها، وهذا العدد ثلاثة أخماسها، كان 378 من العاهرات، و181 من السكيرين، و170 متسولا، و129 متشردا، و118 مجرما، وأن حوالي نصف العائلة كان مصابا بالضعف العقلي الذي كان آفة الأبوين الأولين؟
17
هذا، ومن الخير أن نفرد الغرائز ووراثتها بكلمة خاصة لما لها من أثر بالغ في تكوين الخلق. (و) الغرائز والوراثة
ينكر «هربرت سبنسر» الوراثة العقلية؛ إذ يرى أن لا عقل للطفل حين يولد، وأن عقله هو مجموعة ما يجيء له بعد من الأفكار والمعلومات، كما ينكر الغرائز والميول الطبيعية والاستعدادات الفطرية.
ناپیژندل شوی مخ