بحثونه په اخلاقي فلسفه کې
مباحث في فلسفة الأخلاق
ژانرونه
كل ذلك، وما إليه كثير، فيه دلالة واضحة على أن الأقدمين لم تفتهم معرفة أن في الكون قوة لها آثارها، وإن لم يفقهوا كنهها، حتى جاء العلم الحديث - الذي عرف عن تلك القوة الشيء الكثير - مؤيدا للسنة الصادقة، إذ يقول
صلى الله عليه وسلم : «تخيروا لنطفكم؛ فإن العرق دساس.» (ب) تعريفها
إن نظرة إلى أفراد سلالة نباتية أو لسرب من الظباء مثلا أو لأسرة تضم الأجداد والأبناء والأحفاد، ترينا أن بين كل من هذه الأصول وفروعها شبها من نواح عدة وإن اختلف قوة وضعفا بحسب شدة أثر الوراثة أو ضعفه، ولاختلاف ذلك التشابه قال بعض علماء الوراثة: «إن المثل ينتج غير المثل»، يعنون أن هذه المشابهة وإن اشتد خطرها فإن إلى جوانبها فوارق عديدة تفرق بين المرء وأصله. ويقول آخرون: «إن المثل ينتج المثل»، ويريدون بذلك أن في الفرع استعدادا لمشابهة أصله فيما له من خصائص ومميزات.
من هذا نرى أن كلا من هذين القولين يكمل الآخر، وأن المراد من الوراثة أن الجسم الحي يلد آخر يشبهه، وأننا نستطيع أن نعرف الوراثة بأنها «انتقال بعض صفات الأصل لفرعه، قل ذلك أو كثر.» (ج) النظريات الوراثية
لاحظ علماء الحياة أن الفرع يمت لأصله بكثير من صفاته ومميزاته، لكنهم وقفوا أول الأمر حيارى في تعليل ذلك. ومن أشهر من بحث هذا الموضوع الأستاذان الطبيعيان «دارون»
12
و«فيزمان».
13 (1)
يرى دارون أن هناك أجزاء صغيرة جدا تقتطع من كل خلية من خلايا الجسم حين التلقيح وتسبح في جسمي الذكر والأنثى حتى تصل إلى أعضاء التناسل. وهذه الأجزاء، وهي بمثابة سفراء عن خلايا الجسم المختلفة، تحمل في طياتها كل ما يمكن أن يورثه الأصل لفرعه، وهي قابلة للتكاثر والانتقال من جيل لآخر، وبذلك نستطيع أن نفسر التشابه بين الأجداد والأحفاد.
على أننا لا ندري كيف يفسر دارون أن يلد أقطع الذراع مثلا ابنا صحيح الذراعين! كذلك لم يثبت لنا العلم وجود هذه الأجزاء التي زعم أن خلايا الكائن الحي تفرزها حين اللقاح؛ لذلك لا نعجب إذا رفض كثير من العلماء، ومنهم من كان معاصرا لدارون نفسه، هذه النظرية، ورأوا أن هناك منبعا دائما لجراثيم الحياة، وأنها في قرار مكين في الذكر والأنثى. (2)
ناپیژندل شوی مخ