انګلیزي فلسفې په سل کلونو کې (لومړی برخه)
الفلسفة الإنجليزية في مائة عام (الجزء الأول)
ژانرونه
وشمول الألوهية
. ويرى فريزر أن هذه تمثل أنظارا فلسفية لا صلة لها بالألوهية، وقد أخضعها للنقد والتفنيد من وجهة نظره المؤمنة بمذهب الألوهية.
ولقد حاول، في مذهبه الخاص، أن يوفق بين هذه الكيانات الثلاثة المعطاة، فتخلى للعلوم الخاصة عن «العالم» بمعنى الطبيعة، وبذلك حط من مكانتها الفلسفية بل تجاهلها، ووحد بين المجال البشري والأخلاق، وبين المجال الإلهي والدين، لكنه نظر إلى «الله» من الجانب الأخلاقي قبل كل شيء، بوصفه تشخيصا للخيرية اللامتناهية، كما نظر إلى الإنسان على أنه الكائن الأخلاقي على التخصيص، أي على أنه «شخص» أخلاقي، أما الأشياء فقد نظر إليها على أنها توجد من أجل الأشخاص فحسب. وهكذا كان مذهب الألوهية عند فريزر مبنيا على الأخلاق، كما هي الحال عند نيومان ومارتينو، وكانت مثاليته روحية وتشخيصية كمثالية باركلي، وبذلك كانت حصنا ضد الاتجاهات الطبيعية
naturalistic
السائدة في عصره. ومن الطريف أن نلاحظ في هذا العدد أن الفلسفة الألمانية لم تؤثر في تفكيره إلا على نحو ضئيل وبدرجة ثانوية تماما. ولكنه رغم تمسكه التام بالتراث الإنجليزي القومي، قد تغلب على بعض الأخطاء التي كانت شائعة في مدرسة هاملتن (ولا سيما فيما يتعلق بكانت)، بل لقد حاول أن يفسر هيجل (في اتجاه يميل إلى «اليمين» الهيجلي) وأن يستوعب تعاليمه. فإذا تذكرنا أن جذور فريزر الفلسفية ترجع إلى عهد أسبق كثيرا من عهد إحياء المذاهب المثالية الألمانية في إنجلترا، فلن يعود من المستغرب أن تراه، بعد هذا الإحياء، عاجزا عن إعادة توجيه فكره من أساسه، رغم أنه كان يعطف كثيرا على الحركة الجديدة.
أما روبرت فلنت
Robert Flint (1830-1910) فكان من البداية قسيسا بالكنيسة الاسكتلندية، ثم أصبح منذ عام 1864 أستاذا للفلسفة الأخلاقية في «سانت أندروز
St. Andrews » ثم أستاذا للاهوت في إدنبرة (من 1876 إلى 1903). ولقد كان عمله الإيجابي بوصفه مفكرا يسير في اتجاهين، اتجاه فلسفة التاريخ، واتجاه فلسفة الدين، وقد أخرج في كلا الميدانين سلسلة من المؤلفات كانت تتميز باتساع نطاقها ودقة البحث واتساع المعلومات فيها.
وينبغي أن تعزى إلى أعمال فلنت في الميدان الأول أهمية خاصة؛ إذ إن فلسفة التاريخ (ومن بعدها علم الجمال) كانت أقل المباحث الفلسفية نصيبا من اهتمام المفكرين الإنجليز، وهي لم تثر أي اهتمام جدي إلا في حالات استثنائية، بل إنه ليمكن القول: إن التاريخ لم يصبح أبدا مشكلة فلسفية بالنسبة إلى الإنجليز، ولهذا السبب لم يكد إحياء الموقف الفلسفي من التاريخ في القارة الأوروبية، أي في ألمانيا وفرنسا وإيطاليا، يجد أي صدى في إنجلترا، بل إنه لا يمكن أن يكون هناك، بين صفوف الهيجليين الإنجليز، أي اعتراف بمشكلة التاريخ أو أية تفسيرات شاملة لمجرى التاريخ على النحو الذي عرضه هيجل ذاته. وهكذا يتميز فلنت بأنه أحد المفكرين الإنجليز القلائل الذين رأوا أن التاريخ ليس مجرد موضوع يبحث تجريبيا، بل إن من الممكن أيضا تفسيره فلسفيا. فمن الواجب أن يتحول التاريخ إلى فلسفة التاريخ إن شاء أن يفهم ذاته على النحو الصحيح. وكلما تقدم التفكير التاريخي ازداد اصطباغا بالطابع الفلسفي؛ إذ إن وقائع التاريخ تنطوي في أساسها على معنى فلسفي. والحوادث التاريخية لا تتعاقب اتفاقا أو خبط عشواء، وهي ليست متروكة للفوضى والاضطراب، بل إن في وسعنا أن نهتدي فيها إلى نظام وقانون، تترابط فيه فيما بينها، وينمو الحادث فيه من الآخر، ومع ذلك فمن الواجب ألا ينظر إلى هذا الترتيب المنظم في مجرى التاريخ على مثال العلية العلمية، وإنما هو يتمثل في نوع من الاتفاق مع القانون خاص بالعملية التاريخية وحياة الروح. وهذا يعني أن فلسفة التاريخ، بوصفها التفسير العقلي للطابع الصحيح للوقائع التاريخية والعلاقات الحقيقية بينها، هي جزء من التاريخ ذاته، بل هي التاريخ على مستوى أعلى من مستويات المعرفة، فالتاريخ بوصفه علما، والتاريخ بوصفه فلسفة، ليسا مبحثين منفصلين ينتقل كل منهما عن الآخر، وإنما هما فرعان من جذع رئيسي واحد.
وبهذه الروح ألف فلنت كتابه العظيم عن فلسفة التاريخ في أوروبا، وهو عمل كان يستهدف غاية عظيمة الطموح، ويكشف عن اطلاع واسع عميق، بل إن هذه الغاية قد فاقت قدرة هذا العالم على البحث، على ضخامتها، إلى حد أنها تركت ناقصة بعد محاولتين لإتمامها،
ناپیژندل شوی مخ