114

انګلیزي فلسفې په سل کلونو کې (لومړی برخه)

الفلسفة الإنجليزية في مائة عام (الجزء الأول)

ژانرونه

Theism, doctrinal and

(1858)، وهو كتاب يتضمن عرضا أكثر منهجية لوجهة نظره اللاهوتية.

ولقد كانت وجهة نظره هذه، مثل وجهة نظر أخيه، فردية وضد العقلية، غير أن فرديته تتركز، على نحو أشد وأكثر تحيزا حتى من أخيه، في العلاقات ذات الطابع الشخصي الكامل، التي تربط بين النفس والله، فالمصدر الوحيد لمعرفة حياة الله هو نفس المرء ذاتها، وهو تلك الحاسة الباطنة التي تكشف لنا الماهية الإلهية، والعضو الذي نتمكن بفضله من الاقتراب من الموجود الإلهي والاتحاد به. وهنا نستطيع أن نلمج تيارا صوفيا قويا، يقترن به رفض كل الوسائط الخارجية للطف الإلهي، وكل سلطة ملزمة أيا كانت، سواء أكانت الكنيسة والعقيدة أو سلطة الإنجيل أو حتى وساطة المسيح.

والركن الوحيد الباقي من الإيمان هو الألوهية الصوفية كما تتكشف وتدرك في التجربة الحية للنفس. ولكن على الرغم من كل العمق والإخلاص الذي اتسمت به تلك التجربة التي نبعت منها هذه المحاولة، فإن هذه المحاولة للوصول إلى مذهب ألوهي منقى من جميع الشوائب تعني في الواقع أن الجوهر الأصيل للدين قد خفف أو فرغ تماما، وأن اتجاه فرانسيس نيومان ليوحي - على عكس حماسة شقيقه وحيويته المقترنة بإيمان راسخ بالحياة التنظيمية الفعلية للكنيسة - بأن لصاحبه روحا منعزلة تطرب لعواطفها الخاصة، حتى ليشعر المرء بأن التفكير الديني قد تراجع أمام الأنا الذي يقنع بتأمل نفسه منعكسا في مرآة ذاتية، وأمام التجربة ذات النوع الذاتي الشخصي المحض.

ولقد رأينا أن للفلسفة الدينية لحركة أكسفورد، كما تتمثل لدى ج. ه. نيومان وو. ج. وورد، سمة بارزة يمكن تسميتها ب«النزعة الأخلاقية

moralism » وفي هذه النزعة يتمثل الوعي الأخلاقي، بكل تأكيد ممكن ، على أنه أساس الدين، بل على أنه معيار حقيقته، فتعاليم حركة أكسفورد تفترض مقدما أن نقطة بداية الدين هي الأخلاق، وأن كل تطور أصيل للوعي الديني ينطوي في ذاته على السعي إلى الكمال الأخلاقي، وهذا الاتجاه في الوقت ذاته دليل على مدى تغلغل جذور التراث الإنجليزي فيها. ولقد ظهر نفس هذا الاتجاه، على نحو أوضح وأبرز في مذهب آخر هو المثالية الأخلاقية عند مارتينو

James Martineau .

ولقد كان هذا المذهب الأخير بالتأكيد مستقلا عن حركة أكسفورد، غير أن الأهداف التي اتجه إليها والميول التي كشف عنها لها بعض الشبه بهذه الحركة، فضلا عن أن تعاليمه الفلسفية بوجه خاص تقترب منها اقترابا وثيقا في نقاط متعددة. ولقد كان مارتينو - بعد نيومان - هو بالتأكيد أقوى مجدد وباعث لحياة الروح في مجالي الأخلاق والدين من أبناء الشعب الإنجليزي في القرن التاسع عشر، وهو ينتمي مثل نيومان، إلى الصف الأول من كبار العقول في العصر الفكتوري.

وتعد فلسفة مارتينو

4

ناپیژندل شوی مخ