وورد إليه رسالة من الشيخ حسن ابن الشيخ علي اللقاني مفتي السادة الحنفية بالإسكندرية يقول فيها:
أيها الطالع الأسعد، الراقي بسلم المجد إلى ذروة كل سؤدد، العارج بحسن آدابه إلى كل ذروة شمسية، الساري ذكره في المنازل سير المطالع الفلكية. ما من فضيلة آداب إلا ولك فيها أطول باع، وإن كانت مقاصير معانيها ذات حسن وإبداع، فالأدب من فكرك تستخرج عرائسه، بعدما تزهو في برود السحر ملابسه. يا من أخذت منه البلاغة زخرفها وتزينت، وظن أهلها أنهم قادرون عليها فنكصت بهم على الأعقاب وأحجمت. ويا من قيد أوابد عروضه بمبتكرات ابن أحمد، وضرب أوتاد بلاغته في الأنام وقواها بأسباب منه تحمد؛ ماذا عسى يقول الواصف في نصيف فضله، أو الناظم والناثر في عقده وحله، بعدما ملك بمطبوعه رقاب الآداب، وحرر رق معانيه وهي ذات دل وإعجاب؟! وقد حركت ألباب الورى لوده بعد السكون؛ فقامت تلتمس في نشر فضله أنواع الفنون، كيف لا وهي نسيم الصبا التي تهتز لها أغصان العقول، ونفحة الطيب التي ترتاح لها أنفس أرباب العقول! وكنا ممن أثنى الود له عنانه، فجاء مع عدم المكافأة خاطبا باذلا أوزانه. وهذه ثلاث رقيمات تنطق بالحق، تتهادى في وشي العجم إلا أنها عربية النطق، فإن فازت بالقبول فأهلا أتت وسهلا، وإلا فهي مشكورة على ما بثت من الأشواق فضلا.
الرقيمة الأولى لحضرة العلامة الأستاذ الفهامة الشيخ إبراهيم سراج الدين الشافعي، وهي:
بين السهاد وجفني صلح مغلوب
وا حيرتي بين مكروه ومحبوب
وا رحمتاه لشاك جور عادلة
تيها وذلك وعد غير مكذوب
لها حواري لحظ عارف فطن
بالسحر يقلب مردا أنفس الشيب
وصارم ما تصدى للغبي بها
ناپیژندل شوی مخ