10
وتقرأ في الأغاني ترجمة عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، أحد الفقهاء السبعة فترى له شعرا في الغزل ظريفا
11 .
وروى في موضع آخر عن داود الثقفي، قال: «كنا في حلقة ابن جريج وهو يحدثنا، وعنده جماعة فيهم عبد الله بن المبارك وعدة من العراقيين، إذ مر به ابن ميزن المغني فدعاه ابن جريج، فقال له: أحب أن تسمعني، قال: أنا مستعجل، فألح عليه ... فغناه، وقال: لولا مكان هؤلاء الثقلاء عندك لأطلت معك حتى تقضي وطرك! فالتفت ابن جريج إلى أصحابه فقال: لعلكم أنكرتم ما فعلت!
فقالوا: إنا لننكره عندنا بالعراق ونكرهه، قال: فما تقولون في الرجز؟ يعني الحداء.
قالوا: لا بأس به عندنا، قال: فما الفرق بينه وبين الغناء؟!»
12
ويحكي الأغاني أيضا أن حنينا خرج إلى الشام واجتمع بالفتيان، فقلب لهم الغناء على جميع ألوانه فلا فكهوا له ولا سروا به، وتمنوا أبا منبه، فلما حضر غنى لهم غناء سخيفا فطربوا له، فأقسم ألا يبيت في هذا البلد!
13
وقد يكون السبب أن الحجاز كان به أرستقراطية العرب وهم العنصر الفاتح، وقد نال هؤلاء الأرستقراطيون خير الجواري وأرفعهن نسبا، وأكثرهن تأدبا؛ ومنهن من تربي ببيت الملوك والأمراء، وتأدب بآداب الحضارة، فنقلن ذلك إلى الحجاز وصبغنه بالصبغة العربية، وكان لهن الفضل في تأسيس مدرسة الغناء في الحجاز.
ناپیژندل شوی مخ