د اسلام سپیده

احمد امین d. 1373 AH
105

د اسلام سپیده

فجر الإسلام

ژانرونه

وقال الشريشي في شرح المقامات: «إنه أول من فتق أكمام البلاغة وأسهل طرقها، وفك رقاب الشعر» ووصيته للكتاب - إن صحت - تدلنا على أنه كان الآخذ بزمامهم والراسم لهم طريقهم.

ودليلنا على أن منحاه في الكتابة ذو صبغة فارسية ما حكاه ابن خلكان من «أن عبد الحميد من الموالي وأصله من الأنبار»

14

وحكي أيضا «أنه أخذ الكتاب عن سالم مولى هشام بن عبد الملك»، وأصرح من هذا في الدلالة ما حكاه أبو هلال العسكري في كتابه «ديوان المعاني» قال: «فمن تعلم البلاغة بلغة من اللغات ثم انتقل إلى لغة أخرى أمكنه فيها من صنعة الكلام ما أمكنه في الأولى؛ وكان عبد الحميد الكاتب استخرج أمثلة الكتابة التي رسمها من اللسان الفارسي، فحولها إلى اللسان العربي؛ ويدلك على هذا أيضا أن تراجم خطب الفرس ورسائلهم هي على نمط خطب العرب ورسائلها، وللفرس أمثال مثل أمثال العرب معنى وصنعة، وربما كان اللفظ الفارسي في بعضها أفصح من اللفظ العربي»

15

ثم ذكر أمثالا بنصها الفارسي وما يقابلها في اللغة العربية وفاضل بينها.

فلعلك تقر معي في هذا أن الأدب الفارسي صبغ الأدب العربي صبغة جديدة، وربما كان أدق من ذلك أن تقول إنهما «تفاعلا».

هذا مختصر النواحي التي كان لها أثر للفرس في حياة العرب الأدبية، أما أثرهم في تدوين العلوم، ومن نبغ منهم من علماء في الفروع المختلفة، فسنعرض له في موضع آخر.

مصادر هذا الباب

اعتمدنا في الفصل الأول - عدا ما ذكرنا من الكتب العربية أثناء البحث على: (1)

ناپیژندل شوی مخ