252

Faith in the Hereafter and Its Impact on the Individual and Society

الإيمان باليوم الآخر وأثره على الفرد والمجتمع

ژانرونه

وهذا الأمر المتفق عليه بين كل الشرائع، جاء في آيات القرآن الكريم عن نبي الله عيسى ﵇، ما يدل على الإيمان بالبعث والمعاد الأخروي:
١ - قال سبحانه جل وعلا عن نبيه عيسى ﵇، حين تكلم في مهده: ﴿وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (٣٣)﴾ [مريم:٣٣].
فعيسى ﵇، سلّم على نفسه في هذه الأوقات، وهي أشد ما يمر على الإنسان في حياته وبعد موته، أي: الأمن علي من الشيطان أن يصيبني في حين ولادتي بسوء، ويوم أموت من هول المطلع، ويوم أبعث يوم القيامة من الفزع، فأخبرهم أنه سيموت، وأنه سيبعث حيا (^١).
ففي الآية الكريمة "إثبات منه لعبوديته لله ﷿، وأنه مخلوق من خلق الله يحيا ويموت ويبعث كسائر الخلائق" (^٢).
٢ - أخبر الرب جل وعلا: أن عيسى ﵇، علم للساعة، وشرط من أشراط وقوعها، فقال: ﴿وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (٦١)﴾ [الزخرف:٦١] أي: وإن ظهور عيسى، علم يعلم به قرب قيام الساعة، أي: هو من أشراطها، ونزوله إلى الأرض دليل على فناء الدنيا، وإقبال الآخرة (^٣).

(^١) مكي بن أبي طالب: الهداية إلى بلوغ النهاية (٧/ ٤٥٣٤).
(^٢) ابن كثير: تفسير القرآن ت: سامي سلامة (٥/ ٢٣٠).
(^٣) مكي بن أبي طالب: الهداية إلى بلوغ النهاية، مجموعة بحوث الكتاب والسنة، كلية الشريعة، جامعة الشارقة، ط ١ ١٤٢٩ هـ (١٠/ ٦٦٨٦).

1 / 252