الأمراء والشيوخ من مقدّمي الحلقة الصالحيّة ورجعوا به عن ذلك الرأي في الرجوع، وصمّموا على قصد حمص، للمّ ما حصل لتلك البلاد عند الجفلة من الصّدوع.
وأمر مولانا السلطان فكتب للأمير علم الدين سنجر الباشقردي الصالحيّ ما مثاله:
«يا علم الدّين ما هو وقت دعوى الفروسية، وأن يغرّك من معك من العسكر الحلبي، فتحمل فيمن قبلك من التتار على كثرتهم، فتفسد الحرمة من غير بلوغ قصد، فيكون بينك وبين التتار مسافة يوم كامل، متأخّرا إلينا إلى أن نجتمع على أخذ هذا العدوّ المخذول».
هذا نصّ (كلام) (^١) مولانا السلطان / ٤٣ ب / وكتبت إليه به عنه، وعاد جوابه بالسمع والطاعة، وأنه لا خروج له عن السّنّة والجماعة.
ذكر ما اعتمده مولانا السلطان في أيام إقامته بحمص
أقام مولانا السلطان بحمص خمسة عشر يوما، وفي كلّ يوم يركب هو ومشايخ الصالحيّة وأمراء الحلّ والعقد، ويصعد هو وهم فوق تلّ هناك، وهو الذي بنيت عليه قبّة النصر، ويعقد الرأي هنالك. وفي كل يوم تركب العساكر المنصورة بكمالها ملبسة، معتلقة رماحها، شاكية سلاحها، ويتكوزرون وهو ينظر إليهم تدريبا وتمرينا، وتهذيبا وتأديبا.
ذكر ما رآه مولانا السلطان أيضا في هذه المنزلة وما انعقد عليه الرأي
قد تقدّم أمر من جرّد إلى الرحبة المحروسة من العساكر / ٤٤ أ / والعربان. ولمّا صحّت الأخبار في كثرة هذا العدوّ وتنوّع أعدائه، وقوّة استعدائه، عقد المشور، واقتضى الرأي مداواة الأخطر، وحفظ الأكثر من العدوّ الأكبر. بأن يحضر من جرّد إلى الرحبة إلى حمص، وأن يكتب إلى نائبها بأن يمسك خيله ريثما يلتقي الجمعان، ويتناصف الصّفّان. فحضر من كان هنا لك إلى هنا، وتكفّل (بحفظ) (^٢) من رحلوا عنه إلاّ هنا، فحضروا وقويت شوكة الإسلام بحضورهم، واعتقد العدوّ أنها نجدة فحاروا في أمورهم.
_________
(^١) كتبت فوق السطر.
(^٢) عن الهامش.
1 / 68