مباهاة فنذكرها ، ولا أردنا السمعة فنسميها ، والمراد بها ربنا جل وجهه ، وهو ولي العون فيها ، والملي بالمجازاة عليها ، وما كان الله تعالى فسيبدو ، وحسبنا الله ونعم الوكيل . 20 - وبلدنا هذا على بعده من ينبوع العلم ، ونأيه من محلة العلماء ، فقد ذكرنا من تآليف أهله ما إن طلب مثلها بفارس والأهواز وديار مضر وديار ربيعة واليمن والشام ، أعوز وجود ذلك ، على قرب المسافة في هذه البلاد من العراق التي هي دار هجرة الفهم وذويه ومراد المعارف وأربابها . 21 - ونحن إذا ذكرنا أبا الأجرب جعونة بن الصمة الكلابي ( 1 ) في الشعر ، لم نباه إلا جريرا والفرزدق لكونه في عصرهما ، ولو أنصف لاستشهد بشعره ، فهو جار على مذهب الأوائل لا على طريقة المحدثين . وإذا سمينا بقي بن مخلد لم نسابق به إلا محمد بن إسماعيل البخاري ومسلم بن الحجاج النيسابوري وسليمان بن الأشعث السجستاني وأحمد بن شعيب النسائي ، وإذا ذكرنا قاسم بن محمد ( 2 ) لم نباه به إلا القفال ( ) ومحمد بن عقيل الفريابي ، وهو شريكهما في صحبة المزني أبي ( 3 ) إبراهيم والتلمذة له ، وإذا نعتنا عبد الله بن قاسم بن هلال ومنذر بن سعيد لم نجار بهما إلا أبا الحسن ابن المغلس والخلال والديباجي ورويم بن أحمد وقد شركهم عبد الله في أبي سليمان ( 4 ) وصحبته . وإذا أشرنا إلى محمد بن يحيى بن لبابة ( 5 ) وعمه محمد بن عمر وفضل بن سلمة لم ( 6 ) نناطح بهم إلا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ومحمد بن سحنون ومحمد بن عبدوس . وإذا صرحنا بذكر محمد بن يحيى الرباحي ( 7 ) وأبي عبد الله محمد بن عاصم لم يقصرا عن أكابر أصحاب محمد بن يزيد المبرد . ولو لم يكن لنا من فحول الشعراء إلا أحمد بن دراج القسطلي لما تأخر عن شأو بشار بن برد وحبيب والمتنبي ( 8 ) فكيف ولنا معه جعفر بن عثمان الحاجب وأحمد بن """""" صفحة رقم 188 """"""
مخ ۱۸۸