فضائل بیت المقدس
فضائل بيت المقدس لابن المرجى المقدسي
ژانرونه
ثم يمضي إلى محراب زكريا فيصلي فيه، ويفعل مثل ذلك، يجتهد في الدعاء عنده، ويسأل الله تعالى الجنة، ويستعيذه من النار؛ لأنه من سور المسجد أيضا.
ثم يمضي إلى الصخور التي في مؤخر الجامع مما يلي باب الأسباط، فيصلي في الموضع الذي يقال له: كرسي سليمان، ويستقبل القبلة، ويجتهد في الدعاء، فهو الموضع الذي دعا فيه سليمان صلى الله عليه وسلم لما فرغ من بناء المسجد، فاستجاب الله له فيه.
ثم يمضي إلى باب السكينة فيفعل مثل ذلك، وكذلك عند باب حطة، ثم يدخل إلى المسجد الداخلاني المسقف ، ويقصد محراب عمر -رضي الله عنه- ويصلي عنده، ويجتهد في الدعاء، وكذلك عند محراب معاوية، وفي جميع المحاريب التي داخل المسجد، وينزل إلى باب النبي صلى الله عليه وسلم فيصلي فيه، ويدعو بما قدمنا ذكره من الأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ثم يمضي إلى محراب مريم -عليها السلام- وموضع متعبدها، وهو يعرف بمهد عيسى عليه السلام، ويجتهد في الدعاء، فإن الدعاء فيه مستجاب، ويصلي فيه، ويقرأ سورة مريم؛ لما فيها من ذكرها، ويسجد فيها كما فعل عمر -رضي الله عنه- في محراب داود عليه السلام، قرأ فيه سورة ص وسجد فيها؛ لما فيها من ذكر داود، ويصلي ما بدا له، ويجتهد في الدعاء، فإنه مستجاب، قد جربه غير واحد من الناس فوجدوه كذلك، وأفضل الدعاء فيه دعاء عيسى -عليه السلام- الذي دعا به حين رفعه الله إليه من طور زيتا، وهو مذكور فيما بعد بإسناده، وينبغي له إذا فعل ذلك أن يتوب إلى الله تعالى، ويقلع عن الذنوب، ويشكر الله تعالى على ما وفقه من زيارة هذا الموضع الشريف، ويجتهد في الطاعة والصلاة والدعاء والصدقة؛ فإن في ذلك فضلا كثيرا قد ذكر في موضعه، فإذا فعل ذلك خرج من ذنوبه وصار كهيئته يوم ولدته أمه، فليستأنف العمل كذلك، رواه معاذ بن جبل، وهي تجيء في موضعها إن شاء الله تعالى.
مخ ۹۷