والمراغم: التحول من أرض إلى أرض بها منع يتخلص به ويراغم به الأعداء. أما السعة: فهي السعة في الرزق (١) .
وحث ﷾ عباده في موضع آخر من كتابه للهجرة في سبيله وبيَّن لهم أن الأرض أرضه وهي واسعة وهم أولى بها، فعليهم التنقل فيها حتى يجدوا بها موضعًا يتمكنوا فيه من توحيده وحده وتحقيق العبودية الكاملة له. قال - تعالى -: ﴿يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ﴾ (٢) .
عن الزبير بن العوام ﵁ قال: "قال رسول الله ﷺ: «البلاد بلاد الله، والعباد عباد الله فحيثما أصبت خيرًا فأقم» (٣) .
فالهجرة عامل هام وأولي من عوامل تمكين دعوات المرسلين، فها هو نبي الله إبراهيم الخليل عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ارتحل عن قومه حين آذوه، وذهب مهاجرًا ليعبد الله آمنًا، ويتمكن من القيام بشعائر الدين.
قال - تعالى - يحكي قوله ﵇: ﴿وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ (٤) .
(١) انظر تفسير ابن كثير (١ / ٥٥٦) .
(٢) العنكبوت: ٥٦.
(٣) مسند أحمد (٣ / ١٥) .
(٤) العنكبوت: ٢٦.