157

شرح الدعاء من الكتاب والسنة

شرح الدعاء من الكتاب والسنة

خپرندوی

مطبعة سفير

د خپرونکي ځای

الرياض

ژانرونه

الإيمان بالرسول والمرسل» (١)؛ لأن «عامّة ألفاظ القرآن تدلّ على معنيين فأكثر» (٢). ﴿أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا﴾: في هذا إخبار منهم بمنَّة اللَّه عليهم بالإيمان، فقدَّموا هذا التوسّل ليكون وسيلة إلى الغاية العظيمة المرجوَّة عندهم من المغفرة والنجاة في الدار الآخرة. ﴿رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا﴾: أي بسبب إيماننا اغفر لنا ذنوبنا، وهذا من حسن توسّلهم إلى اللَّه تعالى، حيث توسّلوا للَّه بأفضل أعمالهم، وهو إيمانهم به تعالى، والإيمان به يعني: الإيمان: ١ - بوجوده. ٢ - وربوبيته. ٣ - وألوهيته. ٤ - وأسمائه، وصفاته، وأفعاله. ففي تكرير النداء إظهار لكمال التضرع والخضوع، وهذا الذي ينبغي أن يكون عليه الداعي من الضراعة والرغبة والرهبة في دعائه إلى مولاه ﷿، فإن ذلك أرجى في الإجابة والقبول. ﴿رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا﴾: الذنوب طلبوا مغفرتها، والسيئات طلبوا

(١) الضوء المنير على التفسير للصالحي، ٢/ ١٦٠. (٢) مجموع الفتاوى، ١٥/ ١١.

1 / 158