132

Explanation of Sahih al-Bukhari - Book of Funerals

نجاح القاري شرح صحيح البخاري - كتاب الجنائز

پوهندوی

شاكر محمد محمود الزيباري (باحث عراقي)

ژانرونه

وبدليل: حديث عائشة ﵂، لما أرادت أن تصلّي على سعد -رضي الله عن الجميع- أمرت أن يدخل إلى المسجد، فأنكر الناس ذلك عليها، فقالت: ما أسرع ما نسي الناس، "ما صلّى رسول الله ﷺ على سهيل ابن البيضاء إلا في المسجد" (^١). وإنكار الصحابة على عائشة يدل على اشتهار العمل بخلاف ذلك عندهم، ويشهد لذلك خروجه ﷺ، إلى الفضاء "المصلّى" للصلاة على النجاشي. وأجابوا عن حديث سنن أبي داود_ كما قال الإمام يوسف (^٢) زاده نقلًا عن الإمام النووي- بأجوبة: أحدها: أنه ضعيف لا يصح الاحتجاج به، قال أحمد بن حنبل: "هذا حديث ضعيف تفرّد به صالح مولى التوأمة، وهو ضعيف" (^٣). الثاني: أن الذي في النسخ المشهورة المحققة المسموعة من سنن أبي داود: "ومن صلّى على جنازة في المسجد فلا شيء عليه" (^٤) ولا حجة لهم حينئذ فيه. الثالث: أنّه لو ثبت الحديث وثبت أنّه قال: "فلا شيء"، لوجب تأويله على: "فلا شيء عليه" ليجمع بين الروايتين وبين هذا الحديث، وحديث سهيل بن بيضاء، وقد جاء "له" بمعنى "عليه" كقوله تعالى: ﴿وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا﴾ [الإسراء: ٧] (^٥). الرابع: أنّه محمول على نقص الأجر في حق من صلّى في المسجد ورجع ولم يشيعها إلى المقبرة لما فاته من تشييعه إلى المقبرة وحضور دفنه، والله أعلم" (^٦).

(^١) صحيح مسلم، كتاب الجنائز، باب الصلاة على الجنازة في المسجد (٢/ ٦٦٨) (٩٧٣). (^٢) كما في (ص:٦٢٤) (^٣) العلل ومعرفة الرجال، أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني (المتوفى: ٢٤١ هـ)، تحقيق: وصي الله بن محمد عباس، دار الخاني، الرياض، الطبعة: الثانية، ١٤٢٢ هـ - ٢٠١ م. (^٤) سنن أبي داود، كتاب الجنائز، باب الصلاة على الجنازة في المسجد (٣/ ٢٠٧) (٣١٩١). (^٥) شرح النووي على صحيح مسلم (٧/ ٤٠). (^٦) شرح النووي على صحيح مسلم (٧/ ٤٠).

1 / 128